ألقت المواجهة بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان الضوء على المخاطر المتزايدة التي تتعرض لها أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم حتى حدوث اضطراب طفيف يمكن أن ينتشر عبر سلاسل التوريد.
يمكن لحدوث حرب عسكرية في المنطقة أن يشكل ضربة خطيرة للتجارة العالمية ستخسر فيها الصين مليارات الدولارات وتجارتها مع العالم.
حجم التجارة العالمية في مضيق تايوان
مضيق تايوان هو الطريق الرئيسي للسفن التي تمر من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان إلى الغرب، وتحمل البضائع من مراكز المصانع الآسيوية إلى الأسواق في أوروبا والولايات المتحدة وجميع النقاط بينهما.
ما يقرب من نصف أسطول الحاويات العالمي و 88٪ من أكبر السفن في العالم من حيث حمولتها مرت عبر الممر المائي هذا العام، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج.
إن أي إجراءات تؤثر على المضيق فوق تايوان ستكون بمثابة ضربة أخرى للشحن العالمي، ومن المعلوم أن سلاسل التوريد قد تضررت خلال السنوات الأخيرة بسبب وباء كورونا.
انخفض مؤشر تايوان للشحن والنقل بنسبة 3.2٪ يوم الثلاثاء، من بين المؤشرات الفرعية الأسوأ أداءً في مؤشر الأسهم التايوانية، وانخفض سهم شركة النقل التايوانية Evergreen Marine Corp بما يصل إلى 3.7٪.
لطالما كانت تايوان نقطة اشتعال بين الولايات المتحدة والصين، وتفاقمت التوترات بسبب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي يوم الثلاثاء.
تعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها ووعدت “بعواقب وخيمة” ردًا على زيارة المسؤول الأمريكي، لكنها لم تقدم حتى الآن على أي خطوة تصعيدية.
الحرب تهدد مضيق تايوان
خلال أزمة تايوان الرئيسية الأخيرة في 1995-1996، أطلقت الصين صواريخ في البحر بالقرب من الموانئ التايوانية، مما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية، وأرسل الرئيس آنذاك بيل كلينتون مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة.
تحتاج الولايات المتحدة والصين إلى تجنب أزمة مشابهة، لأن ذلك سيمنع السفن التجارية من المرور في هذه المنطقة المتوترة وإلغاء الرحلات الخاصة بها.
سيؤدي ذلك في النهاية إلى ارتفاع الأسعار واستفحال أزمة التضخم العالمية وتأخر المنتجات التي يتم استيرادها من الصين إلى بقية دول العالم، وكذلك السلع والمواد الأولية التي تستوردها.
من المؤكد أن هذه الأزمة ربما قد تهدأ وتعود للإشتعال مرة أخرى، وتخطط الحكومة الصينية من أجل غزو تايوان واستعادتها قبل 2027.
تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيون إن الكثير من مضيق تايوان يشكل مياهًا دولية، وهم يرسلون بشكل روتيني سفنًا بحرية عبر الممر المائي كجزء من تدريبات حرية الملاحة.
لكن المسؤولين الصينيين أكدوا مرارًا وتكرارًا في الأشهر الأخيرة أن المضيق ليس مياهًا دولية بل مياها صينيا وينبغي احترام السيادة الصينية عليها.
خسائر كبرى للصين من أزمة مضيق تايوان
كونها أكبر دولة مصنعة للسلع، ستكون الصين أكبر خاسر من أي أزمة عسكرية تؤدي إلى اغلاق مضيق تايوان وتحويله إلى ساحة عمليات عسكرية.
مرت حوالي 48٪ من سفن الحاويات العاملة في العالم البالغ عددها 5400 عبر مضيق تايوان في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.
ويعد هذا المضيق من أهم الطرق التي تسلكها السفن التجارية القادمة من الصين إلى العالم والتي تحمل حمولات ضخمة من السلع المختلفة، كما أنها أيضا طريق للسفن التي تأتي بالغاز الطبيعي والنفط من الخليج العربي ومن دول أخرى.
تحتاج الصين إلى البقاء كدولة مصدرة وهي التي تعتمد كثيرا على ذلك وتعتمد بشكل أساسي على السلع والمواد التي تصدرها أكثر من أي دولة، وهي دولة نامية، إذ أن صادراتها من الخدمات التي تعد أعلى سعرا وأكثر ربحية أقل من الولايات المتحدة ودول الغرب.
بينما يمكن للسفن التحويل حول الساحل الشرقي لتايوان عبر بحر الفلبين، الأمر الذي سيضيف فقط بضعة أيام إضافية للرحلة، فإن الطرق البديلة تشكل صعوبات، ومن المعلوم ان إضافة 7 أيام في التجارة الدولية سيربك الأسواق وسيؤدي إلى أزمات.
تدخل المزيد من الأعاصير المدارية إلى المنطقة المحيطة بالفلبين أكثر من أي مكان آخر في العالم، بمتوسط 20 في السنة، وفقًا لإدارة الخدمات الجوية والجيوفيزيائية والفلكية في الفلبين.
إقرأ أيضا:
هل يبدأ غزو الصين لتايوان خلال أغسطس؟
لماذا تريد الصين احتلال تايوان المستقلة؟
اقتصاد روسيا أصغر من تكساس أو نيويورك أو كاليفورنيا
روسيا دولة فقيرة متوسطة القوة مقارنة مع أمريكا والصين
بعد أوكرانيا غزو مولدوفا هي خطوة روسيا الفاشية