تستحوذ أندية كرة القدم في أوروبا على الشعبية الكبرى في العالم وأغلبية استثمارات المعلنين واتفاقيات الرعاية، رغم ذلك فمعظمها يخسر المال وبعضها مربح لكن أرباحها هزيلة وغير مستقرة.
تبحث الأندية باستمرار عن طرق لزيادة الدخل لتغطية الأسعار المتصاعدة للاعبين وأجورهم، خصوصا وأن هذه التكاليف تشكل أكثر من نصف عائدات هذه الأندية وتسيطر على غالبية عائدات أندية أخرى.
عجز كرة القدم عن تحويل الشعبية إلى الربحية
إن هذه الصناعة التي تؤثر على حياة 5 مليارات نسمة من البشر على الأقل، أصغر بكثير من قطاعات ترفيهية أخرى مثل الأفلام والموسيقى وحتى الكتب الإلكترونية والورقية وصناعة ألعاب الفيديو وصناعة القمار والمراهنات الرياضية.
يتم ضخ المليارات من الدولارات في الصناعة لكن عوائدها لا تزال بالملايين من الدولارات، ويحصل اللاعب الواحد على راتب يعادل ربح نادي وصل إلى الربحية، مجال متناقض وفقاعة فوضوية بالفعل.
ورغم أن الأندية الأوروبية مستفيد كبير من الإنفاق الخليجي على اللاعبين والأندية، إلا أنها لم تصل معظمها إلى الربحية وتواجه ضغوطا في قيمة صفقات الإنتقال.
نادي مثل مانشستر يونايتد الذي يملك جمهورا من 1.1 مليار انسان، يحقق عائدات تصل إلى هذا الرقم سنويا، ما يعني أنه نظريا يربح 1 دولار من كل شخص يتابعه، لكن ماذا لو ارتفعت المتوسط إلى 10 دولارات في السنة مثلا؟ حينها ستتغير المعادلة تماما وسيصبح النادي مربحا للغاية.
الديون تتراكم على أندية كرة القدم
لأن معظم الأندية تحقق عائدات أقل من المصاريف، فهي تحرق أموال المستثمرين وتتراكم عليها الديون بشكل متسارع، وتتباين الكارثة من نادي إلى آخر لكنها فقاعة مقلقة للخبراء الماليين.
يتصدر نادي برشلونة الإسباني الأندية التي تعاني من الديون بمبلغ 1.35 مليار يورو، يليه يوفنتوس الإيطالي بديون قيمتها 900 مليون يورو، ثم توتنهام الإنجليزي بديون 830 مليون يورو، ثم انتر ميلان بديون 702 مليون يورو، ثم ميلان بمبلغ 666 مليون يورو.
تشير التقارير أيضا أن ديون الأندية الإنجليزية وصلت إلى 3 مليارات جنيه إسترليني، بما فيها أندية الدرجة الثانية أيضا التي تتكبد خسائر أسبوعية بمئات الآلاف من الجنيهات.
يتابع الخبراء هذه الأزمة التي لا تسلط عليها وسائل الإعلام ضوء كثيرا، لكن مع استمرار الفقاعة على المدى الطويل سيكون لذلك عواقب على هذه الصناعة.
عائدات متنامية وتكاليف متنامية
حصل أفضل 20 ناديًا من حيث الإيرادات في كرة القدم العالمية على 9.2 مليار يورو في موسم 2021/22، وفقًا للنسخة السادسة والعشرين من دوري أموال كرة القدم الذي نشرته مجموعة الأعمال الرياضية التابعة لشركة ديلويت.
لكن بعد خصم التكاليف والرواتب وما إلى ذلك من الرسوم، أصبحت الأرباح في أفضل الأحوال لبعض الأندية مجرد بضعة ملايين من الدولارات.
أكثر الأندية تحرق الأموال فعلا وهي تخسر الملايين من الدولارات وتحاول تقليل التكاليف لكن الرواتب تتنامى مع استقطاب المواهب.
لهذا السبب يحاول الإتحاد الأوروبي لكرة القدم حل هذه المشكلة، وقد ألمح ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إلى إمكانية فرض حد إنفاق ثابت، وأخبر وسائل الإعلام الأمريكية أنه “في المستقبل علينا التفكير بجدية في سقف الرواتب”.
وهناك انقسام في الصناعة بين من يرى أنه يجب الإستمرار في الوضع الحالي وزيادة قيمة الجوائز وإتاحة الفرص للأندية لتحقيق عائدات أكبر، فيما يرى البعض أن السيطرة على الرواتب هي السياسة الأفضل ويجب أن تكون الصفقات بأسعار معقولة.
إقرأ أيضا:
كيف تربح أندية كرة القدم وتحقق العائدات والأرباح؟
لماذا أرباح كرة القدم النسائية أقل من الرجالية؟
المال أساس كرة القدم والكل رابح إلا المشجع المغفل
طرق ربح المال وكسب الدولارات من كرة القدم
فلورنتينو بيريز على حق كرة القدم الأوروبية ستموت
فلورنتينو بيريز على حق كرة القدم الأوروبية ستموت
أسباب ارتفاع أسعار اللاعبين وتضخم الأجور في كرة القدم