بعد سنوات من انسحاب سوني بشكل جزئي من صناعة الهواتف الذكية، جاء قرار إل جي صادما لعشاقها من خلال إنهاء أنشطتها في صناعة الهواتف الذكية.
وانتشرت في الفترة الماضية العديد من التقارير التي تتحدث عن هواتف ذكية قادمة من الشركة الكورية في الفترة القادمة، كما أنها من العلامات التجارية التي يراهن عليها عشاق الأجهزة المحمولة لتطوير هذه الأجهزة خصوصا الهواتف القابلة للطي.
لكن في النهاية الأعمال التجارية هي حسابات الربح والخسارة واستمرار الخسائر لفترات طويلة دون الحصول على حصة سوقية جيدة يدفع الشركات للإنسحاب.
ما هي أسباب انسحاب إل جي من سوق الهواتف الذكية؟ وما هي تداعيات هذا القرار على مستقبل الشركة؟
خسائر مالية متراكمة ومتنامية:
أعلنت شركة LG أنها ستتوقف عن صنع الهواتف الذكية وستخرج من قطاع الهاتف، تأتي هذه الأخبار بعد حوالي ست سنوات من الخسائر المستمرة التي تكبدتها الشركة الكورية الجنوبية.
تعد الشركة الكورية واحدة من الشركات التي تعمل في هذا المجال والتي لا تحقق أية أرباح بل خسائر بسبب التكاليف المرتفعة والمنافسة القوية.
يأتي هذا الإعلان بعد تقارير عن خسائر فادحة تكبدتها إل جي على مر السنين، حيث قيل إنها خسرت 4.5 مليار دولار أمريكي على مدار السنوات الخمس الماضية.
راهنت الشركة على أنه مع التسويق وزيادة المبيعات ستتمكن من الحصول على حصة جيدة من السوق وستتحول إلى الربحية وهو ما لم يتحقق.
على عكس سامسونج التي تحقق أرباحا من صناعة الهواتف الذكية كانت إل جي طيلة هذه الفترة تخسر، وهو وضع غير معتاد لها قبل عصر أندرويد وآيفون.
فشل إل جي في ترك بصمة قوية بسوق الهواتف الذكية:
أنتجت الشركة هواتف مثيرة للاهتمام مثل LG Wing و LG G8x ThinQ ذات الشاشة المزدوجة والمزيد، لكن ما زلت لا تستطيع أن تترك بصمة في السوق.
تتحكم آبل وسامسونج والشركات الصينية وعلى رأسها هواوي في سوق الهواتف الذكية وهي الخيارات المفضلة لدى أكثر من 90 في المئة من المستهلكين.
ترددت شائعات طويلة عن LG لإغلاق أعمالها في مجال الهواتف الذكية، ومن المتوقع أيضًا أن تبيع هذا القسم حيث يُقال أنها تجري محادثات مع شركتين، ومع ذلك فقد اعتبر إغلاق العمل هو الأنسب لها.
جربت الشركة تصميمات مختلفة إضافة إلى أسماء موديلات كثيرة وطرق متنوعة للتسويق بما فيها حضور المعارض الكبرى إلا أنها لم تفلح في تحقيق مبيعات قوية.
أصبحت الشركة تاسع أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم العام الماضي بحصة سوقية بلغت 2 في المائة بـ 24.7 مليون هاتف ذكي.
التركيز على مجالات مربحة وصاعدة:
شركة إل جي الكورية عملاقة وهي غير محصورة على أنشطة الجوال، بل إنها تتوسع بشكل دائم، ولديها طموحات نحو مجالات جديدة.
حاليا المنافسة في سوق الهواتف الذكية معقدة جدا ومن الصعب المشاركة فيها، فمن جهة تسيطر آبل وسامسونج وهواوي على السوق، ومن جهة أخرى الشركات الصينية لديها التقنية الجيدة والقدرة على الإنتاج بشكل أرخص وتحقيق هامش ربح محترم من كل هاتف ذكي تبيعه.
وفقًا لبيان صحفي، سيسمح لهم الخروج بالتركيز أكثر على “مجالات النمو” مثل مكونات السيارات الكهربائية والروبوتات والذكاء الإصطناعي والمزيد.
هذه المجالات المنافسة فيها أقل كما أن هامش الابتكار وحل المشاكل بها كبير للغاية، ولا يزال بإمكان إل جي اختراع جهاز جديد أو حل معين وتصدر المجال.
كما أنها تستهدف أنماط كثر من المستهلكين بها فيها المؤسسات التعليمية والطبية والشركات التجارية التي ترغب في استخدام أجهزة التقنيات الجديدة.
مصير هواتف إل جي والتحديثات؟
هذا لا يعني أن الشركة ستتجاهل تشكيلة هواتفها الحالية، اقترحت LG من خلال بيان صحفي أن تظل هواتفها الذكية متاحة للبيع وسيظل مخزون بعض الطرز متاحًا.
كما ستزود الشركة المستخدمين بخدمات ما بعد البيع وتحديثات البرامج، وتختلف الفترة الزمنية باختلاف المناطق.
ومع ذلك لا توجد أي معلومات حول أي من هواتف LG الذكية ستحصل على التحديثات، من المتوقع أن تحصل الهواتف المتقدمة على نظام Android 12.
قال الشركة: “تعمل LG بشكل تعاوني مع الموردين وشركاء الأعمال طوال فترة إغلاق أعمال الهواتف المحمولة، سيتم تحديد التفاصيل المتعلقة بالتوظيف على المستوى المحلي”.
أما بالنسبة للهواتف المرتقب إصدارها فقد لا ترى النور أو ربما تكشف الشركة عن آخر أحدث هواتفها الذكية بعد أسابيع لكنها ستكون خطوة سيئة لأن لا أحد سيشتري هواتف شركة ستتوقف في هذا المجال قريبا.
إقرأ أيضا:
هواوي الأول عالميا في صناعة الهواتف الذكية وسقوط سامسونج مؤقتا
ما وراء توقف سامسونج عن صناعة هواتفها ومنتجاتها في الصين
فيروس كورونا ينتقل عبر النقود وكذلك الهواتف الذكية
لماذا يجب على الشركات شراء الهواتف الذكية للموظفين؟