أحدث المقالات

أسامة الأزهري على عرش الشيطان يروج للعبودية

في عالمٍ يطالب بالتحرر الفكري والعقلي، يأتي رجال الدين...

كيف تحول السيسي إلى مهرج شعبوي إسلامي مثل أردوغان؟

لم يكن عبد الفتاح السيسي مجرد جنرال عسكري وصل...

الإمارات تستثمر 1.4 تريليون دولار في أمريكا والخاسر هي بريكس

ستستثمر الإمارات العربية المتحدة، العضو حاليًا في مجموعة بريكس،...

التداول في الأسهم: ما هو وكيف يتم؟

التداول في الأسهم هو عملية شراء وبيع حصص ملكية...

الوشق المصري يجتاح اسرائيل ويقتل 72 جنديا وضابط رفيع!

في تطور عسكري غير مسبوق، شهدت الحدود المصرية الإسرائيلية...

أسباب الفشل في التنبؤ بالأزمات المالية والإقتصادية

من وقت لآخر تتعرض البورصات العالمية للإنهيار وتندلع الأزمة المالية التي تقطع طريقها من النظام المالي إلى الإقتصادي لتنشأ الأزمة الإقتصادية التي تمس في نهاية المطاف حياة الأفراد.

ويعد التنبؤ بالأزمات المالية والإقتصادية من الأمور الشائعة بين المراقبين والخبراء الذين يحاولون إعطاء فكرة عن مستقبل أسواق المال العالمة أو المحلية.

الشائع عالميا هو التفاؤل والتأكيد عن الأزمة القادمة مجرد توقعات لا أساس لها من الصحة، لهذا تكون الصدمة قوية عندما تتحول تنهار الأسواق بالفعل وتحصل الكارثة.

من الصعب للغاية التنبؤ بموعد الأزمة المالية العالمية القادمة وكذلك الأزمات المالية والإقتصادية والركود عالميا ومحليا.

من جهة أخرى فإن التفاؤل والتعويل على استمرار ارتفاع الأسهم للمزيد من السنوات من الثقة العمياء خصوصا إن كانت هناك مؤشرات تشير إلى أن السقوط وارد.

  • سجل حافل بالفشل في التنبؤ بالأزمات المالية والإقتصادية

هناك مؤسسات مالية واقتصادية مثل صندوق النقد الدولي والتي تنشر التوقعات والتنبؤات باستمرار حول المناخ الإقتصاد العالمي واتجاهات الأسواق العالمية والمحلية.

منذ عام 1988 شهد العالم 469 حالة ركود اقتصادي، لم ينجح صندوق النقد الدولي في التنبؤ بتلك الأزمات إلا 4 مرات ليس ضمنها أية أزمة مالية عالمية.

ومن بين 153 حالة ركود في 63 دولة خلال الفترة من عام 1992 إلى 2014 لم ينجح بقية الخبراء والمؤسسات الخاصة في التنبؤ بالأزمات إلا في 5 مرات.

الأرقام السابقة تكشف لنا من جهة أن الركود الإقتصادي والأزمات مستمر، ويمكن أن تحصل أزمة على مستوى دولة محددة أو تكتل اقتصادي معين أو تكون أزمة مالية عالمية.

من جهة أخرى يتضح لنا أن توقعات صندوق النقد الدولي والمؤسسات الإقتصادية ليست في النهاية تقارير دقيقة ويجب أن نسلم بها.

غالبا ما تنشر هذه المؤسسات تقارير ايجابية وتتفاءل بأسواق المال العالمية، وعندما يتضح لها العكس تنشر تقارير جديد تؤكد فيها تقليص توقعاتها.

  • التاريخ سيعيد نفسه مجددا

منذ أيام تفاءل صندوق النقد الدولي بحالة النمو الإقتصادي العالمي لسنة 2020، ورفع النمو المتوقع مقارنة بالنمو المتوقع لهذا العام.

حمل التقرير المنشور أخبارا جيدة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي أن دول المنطقة ستشهد نموا اقتصاديا أفضل العام المقبل وفي مقدمتها مصر.

استبعد التقرير بناء على الأرقام التي جاء بها سقوط الإقتصاد العالمي في الركود، ويبدو أن خبراء المؤسسة الشهيرة يستبعدون حدوث أزمة مالية عالمية.

في هذا الوقت تترنح كل من تركيا والأرجنتين بينما دخلت ايطاليا الركود الإقتصادي فعلا، وحدث انقلاب منحنى العائد في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تترنح صناعة السيارات الألمانية، وتعاني الصين من مشاكل اقتصادية واضحة.

ويعول المتفائلين على أن تحل بكين وواشنطن خلافاتهما التجارية وهو ما سيعطي للتجارة العالمية والإقتصاد العالمي دفعة قوية للغاية.

لكن توقعاتي تشير إلى أن الأزمة المالية العالمية يمكن أن تندلع العام الجاري أو العام المقبل 2020 على الأغلب وهناك مؤيدون لهذا التنبؤ.

  • لماذا نفشل في التنبؤ بالأزمات المالية والإقتصادية؟

يبدو أن التنبؤ بهذه الظاهر أصعب بكثير من التنبؤ بحالة الطقس واتجاهات المناخ العالمي، والأسباب متعددة وأبرزها ما يلي:

أولا فإن المعلومات حول الإقتصاد غير كاملة، وللأسف رغم التطور التكنولوجيا و رقمنة هذه البيانات وتوفيرها للعامة والخاصة إلا أنها لا تتوفر إلا بشكل متأخر.

ثانيا فإن الشفافية في الإقتصاد والنظام المالي بشكل الحالي يحتاج إلى تحسن، وهناك نشير إلى بلوك تشين المبنية على الشفافية ومنع التلاعب بالبيانات وقول الحقيقة، فمن المعلوم أن بعض الحكومات والمؤسسات المالية تتلاعب بالبيانات للتكتم حول حالة اقتصادية أو مالية مقلقة، وهذا لتحلها في صمت وعندما تفشل ويحصل المراقبون على بيانات من أطراف أخرى ويتضح أن هناك تكتم حكومي تلجأ الحكومة إلى الإعتراف بالواقع في النهاية.

ثالثا لا يتقاضى الاقتصاديون أموالا نظير قدرتهم على التنبؤ بالركود، رغم أن هذه القدرة يمكن تسخيرها لكسب أموال طائلة من استغلال الأزمات المالية والإقتصادية على نحو جيد ومبكرا قبل الآخرين.

رابعا فهناك الكثير من المشاكل التي يمكن أن تنشأ منها الأزمة لكن هذه الأخيرة مفاجئة بطبعها ويمكن أن تنطلق من سوق أو بسبب قرار أو خطوة غير متوقعة، يمكن أن تحدث الأزمة لنشوب حرب عسكرية أو لأسباب جيوسياسية.

خامسا يميل الكثير من الخبراء والمراقبين إلى تأييد رأي الجماعة أو الأغلبية، فإن كان هناك أكثر من تنبؤ ايجابي وكان مدعوما ببراهين وأدلة منطقية سعى الآخرين إلى شرحه أكثر والتفصيل فيه ودعمه.

 

نهاية المقال:

يزخر التاريخ بإخفاق الخبراء والمؤسسات في التنبؤ بالأزمات المالية والإقتصادية ونسبة النجاح لم تتعدى 0.05% … هذا محزن بالطبع لكنه يزيد من اهتمامي بهذه الظواهر الخرافية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)