عندما نتحدث عن شركة توشيبا فإننا نتحدث عن واحدة من أكبر الشركات اليابانية والتي حققت نجاحا كبيرا على مدار 140 عام لكن يبدو أنها لن تستمر طويلا، أو على الأقل هذا ما يبدو لنا في وقت تواجه فيها أزمة خطيرة بعد فضيحة مالية هزت ثقة العالم في مصداقيتها.
الأزمة الحالية يمكن أن تصل بالشركة إلى نقطة الإفلاس وهي بالطبع لم تندلع هكذا للتو بل إنها نتيجة للكثير من المشاكل والفضائح التي تورطت فيها هذه العلامة التجارية.
وفي هذا المقال سنتوقف عند أزمة توشيبا بشكل عام والأسباب الحقيقة التي أدت إليها وكيف يهدد هذا أنشطتها في قطاعات التقنية مثل صناعة الحواسيب ومستشعرات الكاميرات والمنتجات الكثيرة التي تقدمها.
-
فضيحة مالية صيف 2015: التلاعب بالنتائج المالية
كان صيف 2015 ملتهبا في اليابان على اثر فضيحة توشيبا التي تابعتها وسائل الإعلام على نطاق واسع، وهي الفضيحة التي هزت سمعة الشركة وأقدم Hisao Tanaka على استقالته من منصب المدير التنفيذي من الشركة.
وتم اكتشاف هذا التلاعب عندما أعلنت الشركة عن النتائج المالية خلال أبريل والتي تلاعبت فيها بالعائدات وقالت أنها حققت 1.2 مليار دولار وهي وهمية ولم تحققها الشركة وكل هذا لدعم أسهمها في البورصة بعد أزمة مبيعات وعائدات عانت منها خلال 2013 و 2014.
وبالطبع تحققت السلطات اليابانية في عائدات الشركة ووجدت أن ما أعلن عنه خطأ أو كذبة، وبعد تحقيقات رسمية تأكد فعلا أنها كذبة ليقدم كبار المدراء في الشركة استقالتهم وصل عددهم إلى 8 أشخاص تورطوا في هذه الفضيحة.
-
فساد مالي في صفقات نووية وتجارية
توشيبا هي شركة كبيرة تعمل في الكثير من المجالات التقنية وحتى النووية لأغراض سلمية، وهي تعمل بهذا المجال سواء في اليابان أو في الولايات المتحدة الأمريكية.
بالطبع عقدت العديد من الصفقات لكن الشركة تتكثم عن قيمتها بل إنها أيضا لا تكشف عن قيمتها الحقيقة للمستثمرين في الشركة وهذه الأخيرة تؤكد سلوكياتها في التلاعب بالأرقام والمعطيات والبيانات.
استحوذت الشركة على وحدة نووية تابعة لشركة Chicago Bridge & Iron Company الأمريكية ولم تعلن عن قيمتها الحقيقية وقد اعترفت أن القيمة أكبر بكثير مما أعلن عنه.
ربما تصل عملية شطب الشركة لأنشطتها النووية إلى 8 مليارات دولار وهو ما قد يدفعها إلى بيع أصول غير رئيسية في مجالات التلفاز والثلاجات ومحطات الطاقة وهي بحاجة إلى هذا المبلغ على الأقل، فيما ترفض البنوك اليابانية مساعدتها إلى حد الساعة.
استحوذت توشيبا أيضا على شركة Landis+Gyr السويسرية في مجال الطاقة خلال 2011 بقيمة 2.3 مليارات دولار وهناك شكوك حاليا أيضا عن قيمتها الحقيقة وفاعليتها بالنسبة للشركة.
-
خسارة كبيرة في قيمتها السوقية والسمعة على المحك
أزمة توشيبا النووية الراهنة ترجمتها البورصة بخسارة 42% من قيمتها السوقية وهذا الأمر يزيد بالطبع من الضغط عليها فيما شراء أسهم الشركة يعد حاليا بمثابة انتحار ومخاطرة كبيرة.
فئة من المستثمرين اليابانيين يراهنون عليها وبما أنها صمدت 140 عاما فالشركة تستطيع أن تستمر لسنوات اضافية وهي مجرد كبوة حصان كما يعتقدون.
-
كارثة “فوكوشيما” النووية تساهم في الأزمة الراهنة
بعد زلزال اليابان الكبير في 11 مارس 2011 تعرض مفاعل فوكوشيما 1 النووي إلى أضرار خطيرة كان منها زيادة في النشاط الإشعاعي.
وبالطبع توقفت العديد من المفاعلات بشكل أمني كرد فعل عن الزلزال الذي أضرت أيضا بمفاعلين أنشأتهما توشيبا لتخسر الشركة اليابانية الكثير في البورصة حينها وتتضرر أكثر خصوصا بعد أن أغلقت اليابان 50 مفاعلا لها وتضررت أرباحها.
ومع اقتراب “أولمبياد 2020” سيكون على الشركة اليابانية أن تقنع العالم بأن اليابان تجاوزت أزمة كارثة “فوكوشيما” وهي الشركة التي ابتكرت “راديو ترانزستور” لأجل البطولة خلال 1964 وكان بمثابة انتصار للصناعة اليابانية.
نهاية المقال:
تعتمد توشيبا على القطاع النووي وصناعة المفاعلات النووية بشكل أكبر في العادة مقارنة بمجالات التقنية والحواسيب التي اعتدنا عليها ومع الفضائح المتتالية لها في هذا القطاع والتي بدأت من كارثة “فوكوشيما” النووية 2011 عندما ضرب زلزال شديد هذه الدولة، تواجه العلامة التجارية اليابانية أزمة خطيرة قد تنهي أنشطتها في حالة لم تتدخل الحكومة.