5 فوائد من توفير الشركات المغربية آلاف فرص العمل في دول أفريقيا

المغرب يتوسع في أفريقيا

تفرحون عندما تأتي شركة اجنبية وتوفر فرص عمل بالمغرب للشباب، لكنكم تغضبون عندما تعمل مؤسسة مغربية على القيام بنفس الشيء في دول أفريقيا.

لا يختلف هذا عن معارضتكم لطرد العرب والمسلمين من أوروبا بينما تطالبون بطرد الأفارقة المهاجرين من المغرب ولو بالقوة.

مع أن توفير فرص العمل في دول افريقيا يعزز من أرباح الشركات المغربية وظهور المزيد منها لتشغيل المغاربة والأفارقة للقضاء على البطالة، والأهم أن هذا هو الحل الحضاري لمشكلة هجرة الأفارقة بكثرة الى بلادنا، توفير فرص عمل لهم في بلدانهم والشراكة الاقتصادية مع كافة بلدان القارة بما يضمن مصالحنا ومصالح الجميع دون استثناءات على أساس عرقي أو جنسي أو ديني أو طائفي أو سياسي.

هذه كانت كلمات منشور كتبته وشاركته على فيس بوك مؤخرا، ردا على شعور فئة لا يستهان بها من المغاربة بالحزن من قيام شركات مغربية بالاستثمار في أفريقيا.

وكانت شركة Cooper Pharma المغربية المتخصصة في صناعة الأدوية قد افتتحت مصنع ضخم لها في دولة رواندا بشرق أفريقيا بتكلفة 6 مليون دولار على مساحة 10000 متر مربع.

الإنطلاق الفعلي لهذا المصنع سيكون عام 2019 وسيشغل 1300 شخص ليضاف إلى مصانع الشركة المغربية التي أسست عام 1933 أي قبل الاستقلال.

مع العلم أن هذه المؤسسة لديها العديد من المصانع والمختبرات في المغرب ومنتجاتها تحظى بثقة عالمية، وهي قد قررت الاستثمار في أفريقيا أولا لمصالحها التجارية وثانيا ضمن الرؤية التي يحققها المغرب للتوسع في القارة السمراء والتي ينتمي إليها.

ما هي فوائد توفير الشركات المغربية آلاف فرص العمل في دول أفريقيا؟ هذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال.

 

  • تعزيز سمعة العلامات التجارية المغربية عالميا

لا يمكن للشركات ان تكتفي بالسوق المحلية، فمع النمو يصبح من الضروري أن تتوفر منتجاتها وخدماتها في الأسواق الأجنبية.

المفهوم القديم والكلاسيكي للأسواق الأجنبية بالنسبة للشركات المغربية هي أوروبا، والآن تشمل الأسواق الأجنبية دول أفريقيا قاطبة وبقية دول العالم.

لقد تغيرت سياسة المغرب، من بلد يحاول التقرب كثيرا للإتحاد الأوروبي ويعتمد على علاقته به، إلى بلد تربطه علاقات وثيقة مع الصين واليابان والهند ودول أفريقيا وهذه الأخيرة تعد أسواقا مغرية للمنتجات المغربية.

شركة Cooper Pharma المغربية والمؤسسات الاخرى وبنوك المغرب المنتشرة في القارة السمراء والعالم تتطلع إلى تعزيز سمعة “صنع في المغرب” والرقي بها.

 

  • الوصول إلى أسواق افريقيا بأقل تكلفة ممكنة

صناعة المنتجات في المغرب وتصديرها إلى الأسواق العالمية هي عملية مكلفة مقارنة مع صناعة المنتجات في دول أفريقيا حيث اليد العاملة أرخص وتوفيرها هناك.

هذه السياسة لا تتعارض مع امتلاك الشركات المغربية مصانع ومكاتب في المملكة يعمل بها الآلاف من الشباب تصنع للسوق المحلية والأسواق القريبة، بينما المصانع الموجودة في أفريقيا تصنع المنتجات للأسواق القريبة منها.

هذا يقلل من التكاليف على الشركات ويزيد من عائداتها ويعود بالفائدة عليها لتستمر وتتوسع وتنافس الشركات العالمية بقوة.

 

  • القضاء على مشكلة المهاجرين الأفارقة بطريقة حضارية

يعاني المغرب كما الجارة الجزائر وكذلك ليبيا وتونس وحتى مصر من توافق آلاف المهاجرين من دول جنوب الصحراء وهم شباب ونساء قطعوا مسافات طويلة بحثا عن عمل وحياة كريمة وقد هربوا من جحيم البطالة، والكثير منهم ينتهي بهم المطاف في شمال أفريقيا.

هؤلاء يشكلون مشكلة كبيرة لاقتصادات هذه البلدان منها اقتصاد المغرب لذا يقترح الناس طرد هؤلاء وترحيلهم إلى بلدانهم، وهو فكر متطرف غير إنساني، ربما لأن العنصرية هنا شائعة أو ان الترويج لتلك الأفكار يتم عن جهل.

الحل الأفضل الذي توصل إليه المغرب وكذلك بقية البلدان في المنطقة واتضح بشكل واضح في القمة الأفريقية-الأوروبية حيث أكدت الدول المشاركة فيه ومنها المملكة المغربية إلتزامها بتوفير فرص عمل في دول جنوب الصحراء ومساعدتها بما يمنع المزيد من الشباب العاطل هناك للهجرة غير الشرعية.

توفير فرص العمل بتلك الدول يعني أن المزيد من الشباب سيكون قادرا على اعالة نفسه وعائلته ولن يفكر في الهجرة إلى دولة أخرى.

 

  • تعزيز التعاون الإقتصادي بين دول أفريقيا

يطمح المغرب في لعب دور كبير على الساحة الأفريقية، فبعد سنوات من عزلته وقطيعته لمعظم الدول الأفريقية التي لا تعترف بمغربية الصحراء، وجد المغرب في سياسة الانفتاح والتعاون الاقتصادي منفذا نحو اعتراف المزيد من العواصم بحقه وتأييد أطروحته بخصوص الصحراء.

حتى جنوب أفريقيا التي تعتب أن المغرب بلدا محتلا للصحراء، أكدت على رغبتها لاستعادة العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية مع المملكة وهو ما يصب في صالح الأخيرة.

 

  • اكتساب الخبرة في السوق الافريقية

نرى أن هناك تسابق كبير بين الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا وحتى الإمارات والسعودية في أفريقيا، هذا لأن معظم الدول المتقدمة تدرك أن أفريقيا هي المستقبل لتجارتها ومنتجاتها.

الشركات المغربية والقيادة في المغرب ينظران إلى أن توفير فرص عمل في هذه الأسواق يزيد من خبرة العلامات التجارية المغربية في القارة السمراء ويساعدها لتحقيق نتائج ايجابية على المدى القريب والطويل.

 

نهاية المقال:

توفير الشركات المغربية آلاف فرص العمل في دول أفريقيا ليس غباء ولا استخفافا بالعقول المغربية، إنها سياسة ذكية تصب في صالح “صنع في المغرب” والاقتصاد المغربي والسياسة المحلية وتخدم القضاء على مشكلة المهاجرين الأفارقة بطريقة حضارية بعيدا عن العنصرية والتعصب وأطروحات اليمين المتطرف.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.