3 ضربات قوية تلقتها مايكروسوفت بسبب انسحاب إنتل

intel microsoft
بعد 35 عاما من العمل جنبا إلى جنب … هل انتهى كل شيء؟

لا يمكننا قراءة انسحاب إنتل من قطاع المعالجات المحمولة دون التطرق إلى مايكروسوفت، هذه الأخيرة لا يمكننا عزلها عن الأولى فهما حليفين في السوق وتحالفهما ليس وليد اليوم أو أمس بل منذ سنوات طويلة وبالضبط شراكة عمرها 35 عاما.

هذا التحالف أو ما يطلق عليه أيضا بالشراكة الاستراتيجية، يعطي لمايكروسوفت مزايا متقدمة عن الشركات المنافسة الأخرى ومن أشهر هذه المميزات أن أحدث جيل من معالجاتها عادة ما يشق طريقه إلى عائلة حواسيب سيرفس السباقة إليها قبل المنافسين.

وهذه ليست إلا واحدة من المزايا التي حازت عليها مايكروسوفت من شراكتها مع إنتل، أما أبرز ميزة حازت عليها إنتل من حليفتها هي أنها تحظى بدعم قوي أثناء تصميم معالجاتها للحواسيب إذ يتم اختبارها وتصميمها لتكون مثالية جدا لنظام ويندوز ما أرغم الشركات المصنعة للحواسيب للتعامل مع انتل وجلب أحدث المعالجات منها.

هذا كما قلنا ليس إلا غيض من فيض، وما لا تعرفه عن علاقة هاذين العملاقين كبير وكثير ويمكنك أن تفهم نوعية العلاقة إذا أخبرتك أن معالجات المحمول التي تعمل عليها إنتل يتم التنسيق فيها بشكل كبير مع مايكروسوفت وهواتف لوميا هي التي تحصل عادة عليها في البداية، من جهة أخرى سمعنا أن هناك معالج جديد كليا منها سيكون حصريا لأفضل هاتف رائد من مايكروسوفت ونتحدث عن هاتف Microsoft Surface Phone الذي تعمل عليه الشركة منذ فترة ويقال أنه سيتم إطلاقه اما نهاية هذا العام أو العام القادم.

لذا لا يمكننا صراحة فصل قراءة أزمة إنتل دون التطرق إلى حليفتها، فهما شركتين في نفس الخندق يواجهان نفس التحديات والصعوبات وكلاهما فشل إلى الآن في غزو قطاع الموبايل أو الحصول على قطعة جيدة من هذه الكعكة.

إنسحاب إنتل من قطاع الموبايل هو بمثابة ضربة مفاجئة لحليفتها مايكروسوفت وإليك لماذا؟

 

  • ضربة لمشروع Microsoft Surface Phone المستقبلي

مثل آبل التي تعتمد على معالجاتها الخاصة في آيفون وسامسونج التي تصنع المعالجات لهواتف جالكسي و هواوي التي وجدت في معالجاتها حلا للكثير من المشاكل التي واجهتها خلال السنوات الماضية، تريد مايكروسوفت أن تتميز أجهزتها هي الأخرى بمعالجات خاصة بعيدا عن كوالكوم و ميدياتيك اللذان يقدمان معالجات لكل الهواتف بغض النظر عن نظامها ومواصفاتها.

وبالطبع وجدت مايكروسوفت في حليفتها إنتل الشركة القادرة على ترجمة هذه الفكرة إلى حقيقة، لتتميز هواتف لوميا عن أندرويد والمنافسين في السوق.

نعم لوميا 950 وعدد من الهواتف جاءت صراحة بمعالجات من كوالكوم، لكن هذا التعاون مؤقت في انتظار خروج إنتل بمعالجات خاصة للهواتف الذكية منها موديل لهاتف هاتف Microsoft Surface Phone الرائد والذي كان ينتظر منه أن يكون الأسرع في العالم وأن يكون سببا لإقبال الناس على الهاتف الرائد المرتقب من أجل تجربته وتجربة أداء المعالج الخارق.

فيما ايضا كانت تعمل على معالجات متوسطة لهواتف لوميا ستتميز بها هذه الهواتف عن تلك الموجودة في هواتف أندرويد الصينية والعالمية.

هذا التميز صراحة سيعود على الطرفين بنتائج ايجابية خصوصا إذا كانت تلك المعالجات ممتازة واستطاعت التفوق على المنافسين، فهي ستجعل الكثير من الناس يجربون هواتف ويندوز لهذا السبب وأسباب أخرى تقدمها هذه الهواتف، بينما سيعطي ذلك دفعة قوية لشركة إنتل من أجل إطلاق معالجات بنفس الجودة يمكن لأي شركة استخدامها في هواتف أندرويد ما يخول لها الحصول على حصة سوقية متنامية.

وبالطبع انسحاب إنتل يضرب كل هذه الأحلام والخطة الموضوعة مسبقا بعرض الحائط ويجعل مايكروسوفت مرغمة على التعامل أكثر مع كوالكوم التي لن توفر لها مزايا أفضل من تلك التي تمنحها لهواتف أندرويد اجمالا ولا يوجد لديها أي سبب مقنع يجعلها تعمل على معالج بمزايا خاصة لهواتف ويندوز، فهي ففي الأخير مبيعات هذه الهواتف قليلة وبالتالي المشروع لن يكون مربحا وكي تقنع مايكروسوفت جارتها كوالكوم بهذه الخطوة علينا أن نرى مبيعات قوية لهواتف لوميا وهو ما لا يبدو واقعا.

 

  • ضربة لخطة توفير الملايين من تطبيقات Win32 على الموبايل

من المعلوم أن معالجات ARM الشائعة في الهواتف الذكية لا تستخدم تطبيقات Win32 التي تعد بالملايين والمتوفرة لنظام ويندوز المكتبي بمختلف إصداراته، والحل لتوفيرها على الهواتف هي اعتماد معالجات إنتل التي تدعم هذه النوعية من التطبيقات والبرامج بدوم مشاكل وبدون استخدام محاكي خاص.

معالجات ARM والتي ستظل الآن الخيار الوحيد للشركة الأمريكية بعد انسحاب حليفتها قادرة على استخدام التطبيقات الشاملة لكن بالنسبة لفكرة إمكانية تشغيل تطبيقات Win32 على الموبايل فستكون مرغمة الآن على التخلي عنها ودفع المطورين للتركيز على التطبيقات الشاملة UWP.

هذا يعني أن مشروع الملايين من تطبيقات Win32 التي ستعمل على هواتف انتل أضحى أمام نهاية محتومة، وسيدفع الشركة للتخلي عن هذه الإمكانية والتركيز على بناء التطبيقات الشاملة.

 

  • ضربة لميزة Continuum

ابتكرت مايكروسوفت ميزة Continuum التي تحول هواتف ويندوز إلى حواسيب عبر ربطها مع شاشة خارجية والعمل عليها دون أية مشاكل.

وبالضبط هذه الميزة ثورية وفتحت المجال لتكون الهواتف الذكية أكثر تأثيرا ونفوذا، وقد تعاونت عليها الشركة الأمريكية مع انتل لتعمل بكل إمكانياتها رغم أننا لم نرى بعد هاتف لوميا جديد بمعالج من إنتل يدعم هذه الميزة

على الجهة الأخرى نجد أن لوميا 950 وبالرغم من دعمه لميزة Continuum إلا أن قدومه بمعالج من كوالكوم جعل تجربة الاستخدام أقل من المتوقع خصوصا وأن هناك العديد من الإمكانيات التي لا يمكن تفعيلها إلا في حالة قدوم الهاتف بمعالج إنتل وكان مخططا أن يكون Microsoft Surface Phone أول هاتف يوفر لنا تجربة ميزة Continuum بكل إمكانياتها الرائعة لكن هذا أصبح ملغيا مع توقف العمل على معالج إنتل المستقبلي.

المعالجات المبنية على معمارية ARM من الشركات الأخرى ومنها كوالكوم وسامسونج لديها العديد من المشكلات مع نظام ويندوز من غير السهل حلها خصوصا وأن مايكروسوفت تعتبر المعالجات المبنية على معمارية x86 من إنتل الأفضل بالنسبة لها، وهذا يضع حاليا الشركة في مأزق حقيقي.

 

نهاية المقال:

بعد 35 عاما من العلاقة المميزة والشراكة التي ربطت بين العملاقين مايكروسوفت و إنتل تقرر هذه الأخيرة بسبب الأزمة التي تعاني منها وفشلها المستمر في قطاع الموبايل الإنسحاب لتتركها وحيدة بل أيضا تعرض مشروع هواتف لوميا لخطر الفشل لتضيف تحديات بهذه الخطوة المؤلمة إلى قائمة المشاكل التي تعاني منها مايكروسوفت في قطاع المحمول.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز