هذا هو الخطأ الذي سينهي شركة آبل والسبب فلسفة ستيف جوبز

آبل الصين
الشركات الصينية ترغم آبل على التغيير ولو بشكل بطيء

منذ سنوات أخطأت آبل وتجاهلت قطاع الهواتف الذكية المتوسطة والمنخفضة التكلفة وقد استخفت بالمنافسين الصينيين و الشركات العالمية الأخرى التي تركز على إصدار هواتف أقل تكلفة للأسواق الناشئة والصاعدة لعل الصين في مقدمتها والهند تليها أمريكا الجنوبية والدول الأفريقية وحتى الشرق الأوسط وأجزاء واسعة من آسيا وأوروبا.

سنوات طويلة وآبل متشبثة بفلسفة ستيف جوبز الذي يركز بالأساس على توفير المنتجات التقنية الراقية لطبقة الأغنياء والفئات المجتمعية التي لا تجد مشكلة في الانفاق الكبير على الكماليات متجاهلة الفئات الأكبر وهي الطبقات المتوسطة والفقيرة الكادحة التي يحتاج أفرادها أيضا لهذه المنتجات التي أصبحت في هذا الزمن ضرورة ولم تعد من الكماليات.

هذا التجاهل والاستخفاف بانفتاح تلك الفئات على التكنولوجيا وتحسن الدخل في الدول الصاعدة وعلى رأسها الصين غير قواعد اللعبة في السوق، فقد استحوذ أندرويد على حصة 80 بالمئة من الحصة السوقية لأنظمة التشغيل فيما يتوقع أن ترتفع حصة هذا النظام إلى 83 في المئة وأن تتراجع حصة آيفون هذه السنة إلى 15 في المئة.

كما أن هذا الاتجاه المتصاعد والذي وصل إلى ذروته بفضل الشركات الصينية التي اخترقت حدود الصين وصولا إلى عقر دار آبل دفعها للتفكير جديا في كيفية منع تآكل حصتها السوقية واقناع الناس بشراء آيفون بأي طريقة حتى ولو بإصدار نسخة أقل تكلفة منه موجهة لهذه الفئات الكبيرة.

فقد أطلقت آبل منذ 3 سنوات آيفون 5 سي والذي جاء بهيكل بلاستيكي وبالكثير من الخيارات الملونة فيما كانت النتيجة ايقاف انتاج هذا الجهاز بعد أن تكدست انتاجات آبل منه في المتاجر والمخازن وانضم إلى منتجاتها التي لم يكتب لها التوفيق.

وقبل أيام عادت شركة آبل بمحاولة ثانية لغزو الأسواق الناشئة وهذه المرة عبر طرح iPhone SE الذي يأتي بحجم 4 إنش وبنفس تصميم آيفون 5 اس تقريبا مع طرحه بسعر 399 دولار لنسخة 16 جيجا بايت و بسعر 499 دولار لنسخة 64 جيجا بايت.

هذه المحاولة تعد مصيرية بالنسبة لشركة آبل وفشل آخر في هذا الصدد من شأنه أن يكون محبطا وربما إقرارا بعجز الشركة الأمريكية في هذا الصراع من الشركات الصينية لتبقى تراهن وتستهدف الفئات المنفتحة على شراء هواتفها الباهظة الثمن وهذا في أمريكا الشمالية وأجزاء من أوروبا واليابان والصين.

 

  • المشكلة ليست فقط الهواتف المتوسطة الصينية بل أيضا الراقية

تركز شركة هواوي على إصدار هواتف من الفئة العليا بأسعار أقل من تكلفة آيفون وجالكسي و إكسبيريا والعلامات التجارية الأخرى التي تأتي عادة هواتفها بسعر باهض سواء من خلال سلسلة بي التي تستعد بعد أيام أن تطرح من خلالها Huawei P9 و Huawei P9 Lite إضافة إلى Huawei P9 Max فيما تواصل زيادة حصتها وبقوة من خلال طرح المزيد من هواتف العلامة التجارية هونور والتي دخلت أخيرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتشكل بديلا مقنعا لهواتف آيفون.

من جهة أخرى لم تعد شياومي تلك الشركة التي تركز فقط على الصين وهي التي تصدر هواتف متوسطة وأخرى من الفئة العليا، فقد اصبحت عدد من هواتفها متوفرة في الهند وعقدت أيضا قبل شهرين اتفاقا مع اتصالات Etisalat الإماراتية وأيضا شركة Task FZCO لتوفير هواتفها في الإمارات.

يحدث هذا بينما عززت لينوفو من وجودها العالمي والمحلي وانتهت تقريبا من عمليات اعادة الهيكلة للشركة وتنظيم عمليات إنتاج وتوزيع وتسويق هواتفها وهواتف موتورولا المملوكة لها، هذه الأخيرة بدأت تصل مجددا هواتفها إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا خاصة مصر.

الهواتف الراقية الصينية تقدم جودة عالية في التصميم فهي مصنوعة بالكامل من المعدن وتأتي أيضا بتصميمات مبتكرة ومزايا متطورة مثل الشحن السريع وبعضها يدعم الشحن اللاسلكي إضافة إلى ميزة ماسح البصمة التي لم تعد موجودة في هواتف الفئة العليا بل أيضا في الهواتف المنخفضة التكلفة!

واهتمت هذه الشركات بجانب الابتكار على الجانب البرمجي وحتى على مستوى العتاد، شركة vivo قدمت لنا أول هاتف ذكي بذاكرة عشوائية بحجم 6 جيجا بايت وهو vivo Xplay5 Elite فيما تعد هواوي الثاني بعد إل جي التي استخدمت كاميرا ثنائية في هواتفها الذكية حيث ينتظر أن يكون Huawei P9 و Huawei P9 Max مزودين بها مع عدم استبعاد قدوم Huawei P9 Lite هو الآخر بهذه الميزة.

ومن التقنيات التي سبقت بها الشركات الصينية نجد الكاميرا القابلة للدوران في هاتف Oppo N3 فيما تعمل لينوفو على ZUK Z2 الذي سيأتي بهذه الميزة وهذا بشكل مختلف.

 

  • فلسفة ستيف جوبز ساهمت في فشل آبل بمنافسة الشركات الصينية

اشتهرت آبل منذ زمن ستيف جوبز بطرح منتجاتها بأسعار باهظة، هذا ليس لأن تكلفتها كبيرة فمنتجاتها يتم صناعتها في الصين لدى فوكسكون وشركات مصانع منافسة، ونجد في هذا الصدد أن آيفون 6 اس كلفها 236 دولار تشمل تكاليف قطع الغيار وعملية الإنتاج وتجميع الأجزاء فيما تبيع هذا الجهاز بسعر 749 دولار على الأقل أي أنها تكسب صافي ربح يبلغ 513 دولار من كل مبيعة تحققها.

هذه كانت واحدة من ركائز سياسة آبل التي لم تتغير والتي على أساسها تحقق الشركة الأمريكية هامش ربح أكبر من كل المنافسين.

ومع انتشار الهواتف المنخفضة التكلفة لم تقرر الشركة تقليص قيمة هواتفها الذكية وهذا لأسباب مرتبطة بالتسعير بالقيمة لأن آيفون جهاز يحمل العلامة التجارية الأمريكية ذات القيمة السوقية الأكبر من كل الشركات المنافسة في هذا القطاع.

 

  • نهاية المقال

إذا كان الخطأ القاتل لشركة نوكيا هو سقوطها في فخ تكرار الهواتف بمسميات مختلفة وفقدان حس الإبتكار والتجديد فإن ما سيقتل آبل هو تشبثها بإرث ستيف جوبز وإصرارها على تسعير منتجاتها بناء على قيمتها السوقية المرتفعة، وبالطبع تدرك آبل اليوم اكثر من أي وقت مضى أن الشركات الصينية التي غيرت قواعد اللعبة في السوق أضحت خطرا وجوديا بالنسبة لها، لذا فقد قررت مؤخرا إطلاق iPhone SE كمحاولة تانية منها لتفادي الكارثة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز