ما الذي تسبب في أزمة أسهم تويتر رغم نجاح المنصة؟

twitter
أزمة ثقة بالمستقبل و القدرة على النمو

كان عام 2015 عصيبا على تويتر خصوصا في البورصة و علاقتها مع المستثمرين و الهيكلة الإدارية و انتهت السنة بترسيم السيد جاك دورسي رئيسا تنفيذيا للشركة.

و بالطبع بداية هذه السنة لم تختلف عن الفترة المنصرمة، فلا يزال المستثمرين قلقون إزاء قدرة الشركة على تحقيق النمو و الرفع من مبيعات الإعلانات على المدى البعيد و منافسة الكبار خصوصا فيس بوك المسيطر على قطاع الشبكات الإجتماعية سواء على الحواسيب أو المحمول.

تويتر أمام خيارات صعبة لعل واحدة منها هي استحواذ إحدى الشركات الكبرى عليها، و قد تطرقت سابقا لهذا السيناريو و جاء جوجل و فيس بوك و مايكروسوفت في مقدمة المرشحين، لكن يمكن في ذات الوقت للشركة العودة بقوة و المنافسة و كسب المزيد من المستخدمين.

خلال العام الماضي توصلت إلى إتفاق مع جوجل يقضي بأرشفة المحتويات بما فيها الملفات الشخصية و الصفحات و المنشورات بصورة أكبر و عرضها في نتائج البحث و هو ما حصل و أكدت الشركة حينها تزايد الزيارات القادمة من العملاق الأمريكي بنسب كبيرة، لكن هذا للأسف لم يرفع عدد المنضمين الجدد للشبكة بصورة كبيرة فآخر الأرقام تؤكد أن عدد المستخدمين لم يتخطى بعد 320 مليون مستخدم شهريا رغم أن الشبكة وصلت إلى 300 مليون مستخدم شهريا منذ أشهر طويلة.

و فيما تخطى فيس بوك 1.6 مليار مستخدم تعيش منصة التدوين المصغر فترة هي من أصعب فتراتها على مر تاريخها، كان أخر حدث سيء تلقته أمس هو استقالة أربعة من كبار مدرائها التنفيذيين و هم مدير قسم الهندسة و مدير قسم الموارد البشرية و مدير خدمة فاين و أيضا مدير وسائل الإعلام، و قد أعلن عن ذلك السيد جاك دورسي في بيان حزين على انسحابهم.

و بالطبع سعر سهم تويتر يواصل الإنخفاض منذ أشهر، فبعد أن وصل إلى 51.73 دولار خلال ماي 2015 لا يتجاوز سعره حاليا 17.02 دولار، و هذه الحقيقة لوحدها توضح لنا أزمة تويتر و لنا نظرة على تفاصيلها.

 

  • أرباح الإعلانات تواصل النمو لكنها في خطر

أزمة تويتر

مقارنة ما بين الربع الثالث لسنتي 2014 و 2015 نجد أن تويتر حققت العام الماضي خلال الفترة المذكورة 569.2 مليون دولار بارتفاع نسبته 58 في المئة، هذا الرقم جيد أليس كذلك؟ بالطبع هذا صحيح.

لكن نمو الأرباح أصبح أقل بالتوازي مع النمو القليل لعدد المنضمين الجدد إلى الشبكة و عدد المستخدمين النشيطين الجدد.

البيان الذي نشرته Bloomberg يؤكد فعلا هذه الحقيقة، مع انخفاض نمو انتشار الشبكة و التحاق المزيد من المستخدمين الجدد إليها تنمو الأرباح بشكل أقل كل مرة من الفترة السابقة و هذا ما يخيف المستثمرين.

لا يكفي أن تزداد الأرباح الإعلانية باستمرار بينما عدد المستخدمين لا يزداد بشكل كبير و بنسب تؤكد أن المنصة عليها إقبال هائل و المزيد من المستخدمين يلتحقون بالشبكة، لأن ذلك يعني بالتأكيد إنحسار المنصة عند عدد معين من المستخدمين و بالتالي فإن الأرباح الإعلانية بالرغم من النمو الذي تحققه فهي الأخرى ستتوقف عند حاجز محدد، و لكي تزداد و تكبر على قاعدة المستخدمين أن تتوسع و هذا ما يبدو غامضا بالنسبة للمستثمرين و يعكسه سهر السهم.

 

  • فشل تويتر في أن يشكل خطورة على فيس بوك

مع الأرقام المذهلة التي كان يحققها تويتر سنة 2012 حيث النمو في انضمام المستخدمين إليه كان ممتازا و أيضا نمو الأرباح، رأى الكثير من الخبراء و المراقبين في هذه المنصة العملاق القادر على اكتساح المنافسين و قلب الموازين خصوصا على فيس بوك.

بيد أن ما حصل لم يكن في الحسبان، فيس بوك أصبح فقاعة أكبر و تحول إلى بالون عملاق تجاوز عدد مستخدميه النشيطين 1.6 مليار مستخدم لحد أن تويتر لا يشكل عليه أية خطورة عندما ننظر إلى عدد مستخدميه الآن، و ليس هذا فقط بل إنه خسر معركة الموبايل، فتطبيق واتساب المملوك لفيس بوك تخطى عدد مستخدميه 900 مليون شخص و مسنجر يستخدمه 800 مليون مستخدم و لديه تطبيقات أخرى تحظى بنمو و اقبال أكبر.

بل نجد أن سناب شات يتجه ليتخطى مستقبلا تويتر، و هو الذي يتمتع الآن بأكثر من 100 مليون مستخدم نشيط يوميا و ليس شهريا و العدد أكبر عندما يتعلق الأمر بعدد المستخدمين كل شهر.

الفشل أيضا حدث على مستوى خدمة فاين التي تعد منافسا لخدمة انستقرام من فيس بوك، فهذا الأخير أكثر شعبية من الأول و لديه 400 مليون مستخدم نشيط و أكبر منه بحوالي 200 مليون مستخدم.

و بالنظر إلى خدمات فيس بوك المختلفة و تطبيقاته نجد أنه تخطى تويتر كثيرا و استطاع السيطرة على حصة كبيرة من كعكة الموبايل، و هذه معاناة واضحة لتويتر الذي وجد نفسه مرغما على اقتباس بعض المزايا من منافسه منها زر إعجاب بدل “تفضيل” و تغريدات طويلة بحجم 10000 حرفا بدل 140 حرف فقط و تغييرات أخرى تؤكد أن الشركة عازمة على بذل جهود أكبر للحد من مخاوف المستثمرين دون أن يستطيع جاك دورسي إيقاف النزيف العلني للشركة في البورصة.

 

نهاية المقال:

320 مليون مستخدم و ايرادات أكبر بنسبة 58 في المئة ما بين 2014 و 2015، و رغم ذلك المستثمرين لا يشعرون بالأمان و مخاوفهم ترجمتها سعر السهم الذي فقد معظم قيمته في أشهر قليلة، تويتر في نفق الأزمة و السبب هي الآفاق التي تبدو محدودة لهذه المنصة في ظل تباطؤ قاعدة المستخدمين.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز