لكل مسوق عربي … التسويق أخلاق !

Fotolia_49762639_M
التسويق أخلاق ثم أخلاق ثم أخلاق … القيم هي سلاحك لتحقيق المبيعات

يربط الكثير من الناس حول العالم بين التسويق و الثروة المالية و يعتقد البعض أن الهدف منه هو فقط إقناع العميل المستهدف مع تحقيق المبيعات .

هذه المفاهيم الخاطئة و التي شملت حتى التسويق الإلكتروني على الويب جعلتنا أمام واقع جديد ، أغلبية المسوقين العرب هم مجموعة من الدجالين الذين يعدون عملائهم بوعود فارغة و يصنعون لهم أوهاما على شكل أحلام غالبا لا تتحول إلى واقع أو حقيقة … هذا هو الإعتقاد الذي بدأ فعلا يسود الساحة إزاء هذه الفئة من العاملين على الويب .

و الكثيرين ممن جربوا شراء كورس عربي لتعلم الربح من الانترنت خرجوا بهذه النتيجة ، و هناك صورة سيئة بدأت تتشكل عن هذه المهنة التي ستصبح مستقبلا إذا استمر الوضع على هذا الشكل مهنة من لا صنعة له !

في الويب الأجنبي يتمتع المسوقين بثقة عالية و هناك أسماء كثيرة للغاية لها خبرة كبيرة في المجال تحظى باحترام الأجنبي و العربي من المتابعين لهم لكن ما السبب يا ترى ؟

التسويق أخلاق هذا هو الجواب الذي يؤمن به المسوقين العالميين و يعتبرون أن هذه المهنة تتطلب من صاحبها مجموعة من القيم و السلوكيات التي تجعله مقبولا لدى الجمهور المستهدف .

و رغم أن المسوقين الأجانب خارج إطار الدين و ربما في حياتهم الشخصية فاسدون إلا أنه عندما يسوقون لمنتجاتهم أو منتجات غيرهم يقومون بذلك في إطار الأخلاق و القيم .

دعونا في هذا المقال نفصل أكثر ماذا نقصد بأن هذه الوظيفة عمودها الأساسي هي الأخلاق .

 

  • أولوية حل مشكلة العميل و ليس تحقيق الربح الشخصي

يسقط الكثيرين منا في فخ السعي للبيع و تحقيق أرباح جيدة ، لذا نجد الكورسات العربية تتحدث عن كيفية تحقيق مبيعات و لا تعطي أغلبها أية قيمة لحل مشكلة العميل .

بعض المسوقين المحليين عند الشروع في هذه العملية لا يهمه حل مشكلة عميله بقدر أن يبيع له فقط و من بعد تبقى مشكلة العميل شيئا خاصا به و لا يهم الأمر المهم أننا نجحنا في بيع المنتج له !

للأسف هذا ليس النجاح إذا كنت تظن ذلك ، العميل بعد أن يحاول حل مشكلته باستخدام ما قدمته له و يفشل في ذلك حتى و لو جهلا منه بكيفية استخدام “منتجك السحري” سيأخد عنك صورة سيئة ، سيحاول استرجاع ما قام بشراءه كي لا يضيع ماله في الفراغ و سيتحدث عنك لأصدقائه و لمن حوله عن سوء خدمتك .

على هذا الأساس قبل أن تسوق لمنتج ما تأكد من جودته و قدرته على حل المشكلة و مدى توفر الدعم الفني معه كي تبيع و أنت مرتاح ، و في حالة كان منتجا منك أو كورس لتعلم شيئا ما حاول أن تتابع العميل بعد عملية الشراء و تعطيه اهتمام بأن يطبق ما تقدمه كي ينجح و لا تسمع منه ما لن يسرك .

 

  • لا تبيع الوهم للناس .. أنت تكسب الحرام و السمعة السيئة

عندما تتحدث عن المنتج للجمهور المستهدف حاول أن يكون أسلوبك منطقيا به أرقاما واقعية أو توقعات أقل مما يمكنه أن يقدمه للعميل كي تكون النتائج أكبر مما سيتوقعه بناء على كلامك .

العيب أنه عندما نأخد مثلا كورس لتعلم الربح من الأفلييت لتسويقه نحاول تضخيم الأرقام و الحقائق من أجل إثارة إهتمام الشريحة المستهدفة

هناك بعض الكورسات التي تعدك بربح 20 ألف دولار شهريا ربما حتى إن كانت بجودة عالية و يمكن لتلك الطرق الموجودة بها أن تحقق معها هذا الرقم الكبير فلن يتحقق ذلك إلا إذا أمضيت عاما من التطبيق لها و أكثر ، غير أن المسوق المخادع رغم معرفته بهذه النقطة جيدا يعدك بتحقيق ذلك من أول شهر فقط كي يبيع و لا يهم أي شيء أخر .

و هناك من يصنع كورسا من أجل نفس الهدف و هو بنفسه رغم تطبيقه للطرق التي تحدث عنها لا يكسب شهريا إلا حوالي 1000 دولار منها فيكتب في الكورس أن الطرق مجربة و يجني منها أكثر من 10000 دولار ، و بالتالي كل من يشتري و يحاول لشهر و شهرين و ثلاتة لا يكسب كثيرا إذا وصل فعلا للربحية ليتهم صاحب الكورس بأنه كاذب و مخادع .

 

  • المسوق عدو المسوق … الصداقات و الشراكات قنبلة موقوتة

في الوقت الذي نجد فيه المسوقين الأجانب يدخلون في شراكات بينهم يقترحون عليك كورسات بعضهم البعض و يتبادلون القوائم البريدية و يقترحون عليك من الرسائل التي تصلك منهم الإشتراك لدى منافسيهم يبدوا الواقع في العالم العربي مختلفا تماما .

على مستوى هذه النقطة أصبحث ذات نظرة سوداوية للعلاقات بين المسوقين العرب ، مؤخرا على الفيس بوك بالضبط رأينا اكثر من صراع مشتعل بينهم … إتهامات متبادلة بسرقة كورسات من الأجانب و ترجمتها بل و تسريب للمحادثات بينهم إنتقاما بسبب سوء تفاهم او مشكلة تافهة !

أكثر من مشروع كورس مشترك بين مسوقين عرب فشل لهذا السبب و تحولت تلك المشاريع إلى صراع جدلي شفوي و كلامي على الفيس بوك يتضمن السب و الشتم و الإتهام بالسرقة و النصب و كل هذا تحث غطاء التشهير .

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، صراعات بين أفراد من متابعيهم و البعض الاخر من المسوقين يستغل المناسبة من أجل صب المزيد من الزيت على النار .

تمنيت لو أن المشكلة تنتهي هنا ، بالعكس يتم إستخدام عضويات جاهزة على الشبكات الإجتماعية كجنود إحتياط من أجل التشهير بخصم صاحبها بعد أن كان مسوقا صديقا و ربما شريكا في أكثر من مشروع توازيه عمليات إختراق و تبليغات تصيب الأطراف المتنازعة بخسائر مهمة.

و ما نتيجة كل هذا الهراء ؟ أي مسوق يتورط في هذه الصراعات التافهة تقل قيمته أمام المتابعين و تتحول نظرة الكثيرين إلى هذا المجال من نظرة واضحة إلى أخرى يشوبها الخوف و الغموض مرسومين بقلم الحسد و البغض و العداوة .

الصداقات و الشركات بين المسوقين العرب للأسف أصبحث قنبلة موقوتة يمكنها أن تنفجر في أي وقت دون سابق إنذار لتترك وراء إنفجارها حالة من الريبة بين أناس يفترض أن تكون الثقة و الأمانة و حكمة حل الخلافات و النزاهة قيم عملية يفرضها عليهم التسويق بغض النظر إذا ما كانوا في حياتهم فاسدون أم صالحون .

 

  • إغراق السوق بالكورسات يزيد الطين بلة

هناك مسوقين أجانب ناجحين يشاركون خبراتهم مع جمهورهم العريض ضمن مدوناتهم الشخصية أو كضيوف على مواقع شهيرة للتسويق ، بينما هناك العديد منهم الذين يعملون إلى جانب مشارعهم التسويقية على إطلاق كورسات متعددة على المدى الطويل لمعالجة المشكلة التي هم خبراء في حلها .

حتى و إن كانت أسعار البعض منها يصل إلى 3000 يورو فجودتها و قدرة فريق الدعم الفني الخاص بها على متابعتك لتطبيقها مناسب بالفعل لذلك و ليست مبالغة بتاتا في الأسعار .

إنما في الويب العربي نجد أسماء معروفة و أخرى صاعدة تخرج إلينا بكورس جديد شهريا و ربما مرتين في نفس الشهر و الصدمة أحيانا أكثر من منتج في نفس الشهر !

هذا يدعى الإغراق و ليس إثراء المحتوى العربي ، في ذات الوقت يعطي للمتابعين و المراقبين صورة واحدة عن هذا المسوق ألا و هي أنه متخصص في ترجمة الكورسات الأجنبية و إعادة إنتاجها بعنوان جديد و أسلوب مغاير إلى حد ما فيما هو شخصيا ليس مبدعا في ما تدور حوله  كورساته و منتجاته التي يطلقها بين حين و أخر .

المسوق الحقيقي الناجح لا يفترض به أن يقوم بإطلاق كورس لتعليم الناس شيئا ما بمقابل مادي ، بل على الأرجح لا يملك الوقت الكافي للعمل على ذلك إذ أنه غارق في التسويق لمنتجات قام باختيارها أو حتى لكورس واحد منه قام بإعداده خلال مدة طويلة و شارك فيه بعض خبراته و تجاربه .

من الأخلاق أن تحترم عقول المتابعين و جمهورك المتعطش فعلا لأفضل ما لديك و ليس لكل شيئ تصادفه و تستنسخ منه دون أن تقدم أية قيمة مضافة فيما تبيعه لهم !

 

نهاية المقال :

التسويق أخلاق ثم أخلاق ثم أخلاق و ليس الصراخ و الحسد و النزاع و الغش و الضحك على العقول ، بدونها لا يمكنك أسر القلوب و إقناع الناس بما تقدمه و خلق الثقة مع الأخر و نفعه قبل أن تستفيد منه و إن حدث ذلك دون أخلاق فلن تستمر طويلا قبل أن ينهار كل شيء .

الطيبة و الوفاء و تقبل المنافسة و التعاون مع الأخرين في هذا المجال و التعلم ممن هم أفضل منك إضافة إلى توفير بدائل جيدة للعميل و مساعدته على تحقيق هدفه هي القيم التي يملكها المسوق الحقيقي !

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.