فوز ماكرون برئاسة فرنسا: آخر فرصة للقادة المعتدلين الفاشلين اقتصاديا

إيمانويل ماكرون مدافع كبير عن الإتحاد الأوروبي

شئت أم أبيت القادة الذين حكموا الدول العظمى أثناء وبعد الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 فاشلون على المستوى الإقتصادي، وشهدت سنوات حكمهم تراجع مستويات المعيشة في هذه الدول وانتشار الفقر والبطالة وتدهور الأوضاع الإقتصادية والتجارية بصورة مستمرة.

فرنسا ليست استثناء لهذه الحالة من تقهقر الدول العظمى، وسنوات كل من الرئيسين نيكولا ساركوزي و فرانسوا هولاند شاهدة على خسارة هذه الدولة لهيبتها ومكانتها الإقتصادية، وهي التي يوجد بها 9 ملايين شخص فقير معظمهم كان سابقا من الطبقة المتوسطة.

معدل البطالة في فرنسا تجاوز 10.5% فيما تراجعت الإستثمارات الخارجية في فرنسا بصورة مرعبة خلال السنوات الأخيرة.

وعلى مدار الأشهر الماضية عانت أيضا من إضرابات العمال والنقابات المدافعين عنهم لتردي أوضاعهم المعيشية وتراجع الرواتب.

فيما ضرب الإرهاب السياحة في البلاد واندلعت حالة العداء بين مختلف الأطياف من البشر الذين يعيشون في بلد خسر بريقه، وربما للأبد.

كان من المفترض أن تفوز هيلاري كلينتون في الولايات المتحدة الأمريكية وحدث العكس وهو فوز دونالد ترامب، لتكون بمثابة رسالة من الشعب الأمريكي للسياسيين المعتدلين بأن فرصتهم انتهت والأفضل اعطاء فرصة للعنصريين المتشددين الذين أظهروا حماسة وصدق أكبر في التعبير عن الفئات الساخطة والغاضبة من الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في أمريكا.

وقبلها انتصر تيار الخروج من الإتحاد الأوروبي في بريطانيا، في ظل تنامي غضب الشعب البريطاني على الفشل الإقتصادي وتداعيات أزمة الديون الأوروبية على بلادهم.

وبالطبع هذا ما أعطى صورة أوضح للمستقبل، وهي سقوط القادة المعتدلين ووصول التيارات المتشددة إلى الحكم في بقية البلدان الأوروبية ومنها فرنسا ومن ثم تفكيك الإتحاد الأوروبي.

لكن المفاجأة التي حصلت وحدثت ايضا منذ أسابيع في هولندا هي فوز القادة المعتدلين وتجديد الثقة بهم، وما فوز ماكرون برئاسة فرنسا اليوم سوى تطور غير متوقع لمن ينظر إلى الأمور من هذه الزاوية.

خسرت مارين لوبن السباق إلى الرئاسة وهي التي حصدت بالضبط 36.7% من اصوات الناخبين مقابل 63.3% لصالح منافسها المصرفي إيمانويل ماكرون.

نتيجة لم يكن يتوقعها حتى المتفائلين بخسارة مرشحة اليمين المتطرفين في سباق الإنتخابات الفرنسية، والنتيجة بدون شك هي الفرصة الأخيرة من الشعب الفرنسي للقادة المعتدلين قبل السير على خطى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

 

  • وصول ماكرون إلى الحكم لا ينهي مشاكل فرنسا

تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” ترى فيه أن فوز إيمانويل ماكرون لن ينهي الجدل بخصوص الخروج أو البقاء في الإتحاد الأوروبي.

وترى الصحيفة أنه في حال فشله في حل المشاكل الإقتصادية التي تعاني منها بلاده، واستمرار العمليات الإرهابية وتزايد العداء بين مختلف الفئات الفرنسية، ستكون نتيجته لامحالة هي هزيمة هذه التيارات المعتدلة في الإنتخابات القادمة.

ومن المعلوم أن الأحزاب التقليدية فقدت بريقها في الإنتخابات الأخيرة، ومن شأن أي فشل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي صوتوا له ضد اليمين المتطرف، ان يصب في صالح هذا الأخير لنرى تيار الخروج من الإتحاد الأوروبي يعود بقوة.

 

نهاية المقال:

فوز ماكرون برئاسة فرنسا فرصة قصيرة الأجل ولا تنهي مشاكل البلد الأوروبي، تلك كانت خلاصة تقرير نشرته واشنطن بوست الأمريكية، وهي نفس وجهة النظر المنطقية بالنسبة لنا، فوزه بالرئاسة لا يعني نهاية حلم الخروج من الإتحاد الأوروبي الذي سيظل شامخا ما دامت أوروبا تقبع تحث سيطرة أزمة الديون المستمرة والأزمة الإقتصادية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز