ضحكة تقنية: إلى المشككين في موقع صراحة الأجدر التخوف من ASKfm و فيس بوك

لا يوجد مبرر للتهجم على موقع صراحة وسيكون من الرائع توجيه هذا الصراخ إلى فيس بوك

عندما ينتشر موقع إلكتروني أجنبي ويحقق نجاحا كبيرا يتهافت المستخدمين العرب عليه ويفتخرون باستخدامه وينصحون أصدقائهم ومعارفهم بالإنضمام إليه وقد رأينا هذا كثيرا على مدار السنوات الماضية حتى قبل عصر فيس بوك والشبكات الإجتماعية حيث الإنتشار أصبح سهلا وسريعا من تداول المعلومات في المنتديات والمجموعات من قبل.

لكن عندما يظهر موقعا عربيا وينتشر لسبب من الأسباب يتخوف الكثير من العرب، لنرى على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي عبارات التحذير والنقد السلبي ولم يتبقى لهم سوى الإدانة والشجب واعتبار الأمر بمثابة خرق للقانون الدولي وتهديد للكرة الأرضية.

هذا ما نلاحظه في نقاشاتهم حول موقع صراحة، موقع إلكتروني عربي أطلقه شاب سعودي لغرض بسيط وهو نقد الموظف لرئيسه في العمل بسرية تامة ودون أن يعرف صاحب الصفحة هوية الشخص الذي ينتقده وفي ذات الوقت يعيد التفكير في كلامه ويطور من تعامله مع الموظفين.

غاية نبيلة جاء بها هذا الموقع ولا تختلف عن غاية التواصل وربط العالم التي تصدع الشركات العالمية بها رؤوسنا وعلى رأسها فيس بوك، هؤلاء المنتقدين لا يشعرون بأي تخوف من معلوماتهم على منصة التواصل الإجتماعي الأكبر في العالم ولا يأبهون بالخصوصية، لكن لانتشار موقع صراحة أصبحوا بين ليلة وضحاها خبراء في المجال الأمني ويحذرون من وقوع بياناتهم في أيدي غير أمينة.

ينشرون كل تفاصيل حياتهم اليومية على فيس بوك والشبكات الإجتماعية الأخرى ويستخدمون الكثير من تطبيقات الدردشة وينشرون صورهم شمالا وجنوبا ليلا ونهارا هنا وهناك وفي ذات الوقت يتخوفون من موقع لا يختلف في آلية عمله كثيرا عن بقية المواقع الإلكترونية بل فقط مبني على المحتوى النصي.

يتساءلون عن التشفير ولم يؤرقهم هذا الجانب وهم لسنوات يستخدمون فيس بوك ماسنجر غير مشفر و واتساب والكثير من المنصات والتطبيقات التي يمكن للقائمين عليها الوصول فيها إلى المحادثات والمحتويات الخاصة بسرية تامة وفي صمت ودون أن يشعر المستخدم بوخز يشعر به هؤلاء الآن لأن موقع عربي ينتشر بين الناس ويتوجب ايقافه كي لا ينتشر أكثر ويتمنون من أعماقهم لو أنه لم يولد صاحبه.

لنفترض أن صاحب الموقع على إطلاع بالرسائل التي تصل إلى أصحاب الصفحات على صراحة، والذين يطلبون من اصدقائهم وزملائهم مصارحتهم من خلاله، ما الجديد في الأمر؟ ألا تعرفون بأن أصحاب المنتديات يطلعون على كل الرسائل الخاصة التي يتم تبادلها في تلك المواقع وهي ميزة متوفرة لبرمجيات تلك المواقع؟ ألا تعلمون أيضا بأن نفس الميزة موجودة في برمجيات الشبكات الإجتماعية والتي يمكنك تنزيلها وتنصيبها شبكة إجتماعية بالإعتماد عليها؟

هل تظن أن فيس بوك وبقية الخدمات لا يستطيع القائمين عليها قراءة رسائلك بالرغم من التشفير؟ إن كان هذا غير ممكنا فلماذا يوفرون التبليغ عن الرسائل الخاصة المسيئة؟ ألا يحققون في محتويات الرسائل قبل القيام بالإجراء ضد المستخدم المعتدي؟

ثم ما المخيف في الرسائل على صراحة بالضبط؟ أليست مجرد نصيحة أو اعتراف بخصوص نقطة معينة من شخص مجهول فقط؟ بينما على فيس بوك الرسائل عبارة عن دردشة نصية وصوتية ومرئية ومع المرفقات وموقعك الجغرافي وبيانات كثيرة لا يطلبها صراحة الذي تدينون فكرته.

المضحك أن هؤلاء المتخوفون من هذا الموقع لديهم حسابات على ASKfm الذي يعمل بنفس المبدأ تقريبا لكن الفرق بينه وبين صراحة أن ما تتوصل به من رسائل يعرضها على العام ويوفر لك الرد عليها أمام الجميع بينما في موقع صراحة هي خاصة لك ولا تعرض في صفحتك!

ما سيجعلك تستمر في الضحك هو عندما تأتي هذه الإنتقادات للموقع من أشخاص لديهم حسابات على ياهو، تويتر وأيضا linkedin أو بعضها دون الأخرى وهي التي تسربت الملايين من معلومات مستخدميها خلال الفترة الماضية ولم نسمع منهم كل هذا العويل والتخوف على الخصوصية وأمان المعلومات، لكن يبدو أن مشكلتهم حقا هو مع المنتج العربي والنجاح المحلي.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.