سوق العقارات البريطاني وقنبلة الرهن العقاري في جسد الإقتصاد العالمي

553420453
فقاعة في طور الإنتفاخ

جسد الإقتصاد العالمي مليء بالشوائب والقنابل والثغرات ونقاط الضعف، عدد منها في الولايات المتحدة الأمريكية وأخرى في أوروبا والبقية لديهم مساهمات بالمشاكل التي تؤرق سلامة الأسواق المالية وتعرض العالم مجددا لأزمة من شأنها ان تكون أقوى بعدة مرات من أزمة 2008.

بعيدا عن أزمة الإقتصاد الأمريكي نذهب إلى بريطانيا التي قررت الخروج من الإتحاد الأوروبي والعودة إلى أمجادها من خلال تبني هذا الحل، وفيما يراقب المحللون نتائج خروجها من التكتل الأوروبي، هناك تطورات مقلقة فعلا مصدرها سوق العقارات البريطاني.

صحيح أن مبيعات العقارات البريطانية ازدادت خلال السنوات الأخيرة، لكن مبررات حدوث هذا في ظل ركود اقتصادي هو أمر غير منطقي، ومن خلال التوقف عن أسباب ذلك وجدنا سببين في الحقيقة وراء هذا الإقبال.

 

  • الرهن العقاري الأمريكي باللمسة البريطانية

يبدو أن البريطانيين لم يتعلموا أي شيء من أزمة الرهن العقاري التي أشعلت الأزمة المالية لسنة 2008، حيث تعمل الشركات “الوسيطة” والبنوك على منح قروض عقارية بتسهيلات كبيرة.

وهذا بالفعل دفع الكثير من أصحاب المدخول المحدود للتقدم من أجل الحصول على منازل خاصة بهم من خلال هذه الشركات التي ازداد عددها بشكل كبير مؤخرا.

اصبحت الشركات الوسيطة التي تمنح القروض العقارية بمثابة مشاريع ناجحة في هذا البلد، وقد توجه العشرات من الشباب ورجال الأعمال لإطلاق هذه المؤسسات.

المخيف أنه في ظل المنافسة يمكن أن تقدم الشركات التي تريد تعزيز مبيعاتها تسهيلات أكبر بما يفتح الباب لمن هم فقراء والعاطلين للإقدام على هذه الخطوة وعند عجزهم عن السداد سيعلنون افلاسهم وهو ما سيزيد العرض أمام الطلب مستقبلا لتنهار أسعار العقارات ويغضب البريطانيين الذين يدفعون ثمنا مرتفعا فيتوجهوا إلى التوقف عن السداد والخروج من هذه المنازل، وهو ما سيسبب انهيارا للقطاع المالي كما حصل سنة 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

  • تراجع الاسترليني يعزز من مبيعات العقارات

هناك عامل آخر يساهم بشكل أقل في الإقبال على العقارات بالوقت الحالي في بريطانيا، ألا وهو تراجع الجنيه الإسترليني.

تراجع الجنيه الاسترليني مفيد للصادرات البريطانية التي ستكون أكثر تنافسية وايضا للسياحة وشراء العقارات، لكن في ذات الوقت من شأنه أن يزيد من التضخم وأن يساهم في غلاء المعيشة بالنسبة للبريطانيين.

 

  • قنبلة الرهن العقاري

محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني أطلق في يونيو 2014 تحذيرات قوية بشأن فقاعة الرهن العقاري التي يمكن أن تنفجر في أي وقت، مضيفا أن هذه المشكلة سيترتب عنها بدون شك أزمة قوية ستضر بالإقتصاد البريطاني والإقتصادات الأوروبية وربما قد تجعل من أوروبا هي المنطلق الرئيسي هذه المرة لأزمة مشابهة لما حدث خلال 2008.

 

نهاية المقال:

حاليا هناك اقبال عالمي على العقارات في بريطانيا، شركات خليجية واخرى دولية تشتري المنازل وتعيد بيعها وأخرى تستثمر في مؤسسات وسيطة تمنح القروض العقارية، في واحدة من الثورات الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع في هذه الدولة الأوروبية، وبالنسبة لنا كمراقبين هذه قنبلة موقوتة أخرى في جسد الإقتصاد العالمي يمكن أن تنفجر في أي وقت.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز