حل المشكلة السرية التي يعاني منها سناب شات في مواجهة فيس بوك

مشكلة سناب شات بسيطة لكن لا يعرفها معظم الناس

يواصل فيس بوك نسخ مزايا سناب شات وإضافتها إلى تطبيقاته وخدماته خصوصا انستقرام الذي يضعه في مقدمة أسلحته الموجهة إليه.

وقد تضرر التطبيق الصاعد على مستوى المنافسة حيث تباطأ نمو بعد أن كان من التطبيقات النامية بسرعة كبيرة، وقد تأكد أن معدل تنزيله من آب ستور لأجهزة آيفون و آيباد تضرر هو الآخر.

في وول ستريت خسرت الشركة المطورة للتطبيق سناب حوالي 37 من قيمتها السوقية، فبعد أن كان سعر السهم الأعلى على الإطلاق هو 27.09 دولار في الثالث من مارس الماضي، تراجع السعر كثيرا ووصل إلى 15.69 دولار في نهاية تداولات أمس الخميس.

ورغم التشاؤم الكبير في صفوف المستثمرين بخصوص مستقبل هذه الشركة إلا أنها تستطيع منافسة فيس بوك وضربه في مقتل.

الشركة الأمريكية تواصل عقد اتفاقيات المحتوى والإعلانات مع وسائل الإعلام الأمريكية والشركات العملاقة في المجال الإعلامي، وكان آخرها شراكة سناب شات و فورمولا 1 خلال الساعات الماضية.

والحقيقة أنه يمكن لهذا التطبيق تحقيق نجاحا كبيرا والسيطرة على نسبة كبيرة جدا من المستخدمين وجلبهم لإستخدامه، سواء بمنافسة قوية من فيس بوك أو بدونها فلديه نقاط قوة قاتلة للعملاق الأزرق والتي أشرنا إليها في المقالين السابقين:

بداية نهاية عصر فيس بوك وكيف أن سناب شات هو المستقبل

4 غايات لدى فيس بوك من نسخ مزايا سناب شات

والآن سنتحدث عن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها سناب شات والتي لا يعرفها معظم المتابعين والمهتمين.

 

  • سناب شات غير مهتم بالأسواق النامية

عودة إلى تصريحات مؤسس الشركة السيد إيفان شبيغل والتي سربتها وسائل الإعلام منذ أشهر وكانت صادمة للرأي العام.

يعتبر الشاب المثير للجدل أن خدمات شركاته غير موجهة للأسواق النامية والفقيرة مثل اسبانيا والهند ودول أخرى شبيهة.

هذه الأسواق التي تتميز بكثافة سكانية كبيرة وانتشار فئة المراهقين والشباب التي تشكل الفئة العمرية الأكبر ضمن هرم الساكنة، لا يركز عليها سناب شات.

ويرى إيفان شبيغل أن التطبيق مصمم للأسواق الغنية والكبيرة والتي تتمتع بإتصال إنترنت جيدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا الغربية وكوريا الجنوبية واليابان والخليج العربي.

 

  • فيس بوك يتمدد في الأسواق النامية

صمم إذن تطبيق سناب شات للأسواق الغنية وللفئات الإجتماعية ذات الدخل الجيد، وهذا ايجابي من ناحية لكنه سلبي جدا من ناحية أخرى.

الناحية الإيجابية هو أن التطبيق يتحول إلى أداة رائعة لاستهداف الجماهير ذات الدخل الجيد والتي تتواجد في أسواق عليها اقبال من المعلنين.

لكن الناحية السلبية أنه يخسر أسواقا ستكون دافعا قويا له لمواجهة فيس بوك الذي تتمتع تطبيقاته بكثافة هائلة من المستخدمين منها انستقرام الذي يستخدمه أكثر من 600 مليون مستخدم.

في الهند لدى واتساب أكثر من 100 مليون مستخدم وهناك نفس العدد من المستخدمين له في البرازيل، وليس صعبا أن ينتشر انستقرام في البلدين بقوة لو كان موجها للجميع.

 

  • الحل هو استهداف كافة الأسواق

أعتقد أنه من الأفضل على إدارة سناب شات التفكير مرة أخرى وتغيير استراتيجيتها التي تركز على الأسواق الغنية نحو استهداف كافة الدول دون احتقار سوق او التقليل من أهميتها.

الهند والبرازيل والأسواق الأسيوية ومصر والشرق الأوسط وأفريقيا تتضمن فئة المراهقين والشباب بتعداد وبحجم أكبر من نظيرتها في الأسواق المتقدمة والتي تعيش ظاهرة الشيخوخة ولنا في ألمانيا أبرز مثال على ذلك فهي دولة غنية لكن طبقة الشباب والمراهقين فيها صغيرة وحتى إن تفوق فيها سناب شات على فيس بوك لن ينتصر في معركة أعداد المستخدمين.

النجاح في اختراق الأسواق النامية والإنتشار بها من شأنه أن يسرع من نمو التطبيق مجددا، وهذا لن يحدث بالتسويق فقط بل أيضا من خلال جعل سناب شات مناسبا لهذه الأسواق.

ويمكن إصدار نسخة مخففة من التطبيق تأتي بمزايا التقليل من استهلاك البيانات وتحميل المحتويات بسرعة، وهي الخطوة التي يمكن أن تكون مقنعة لهذه الأسواق.

 

نهاية المقال:

لولا هذه المشكلة لما عان سناب شات من منافسة فيس بوك له، ولاستمر نموه المتسارع ليصل إلى أرقام قياسية كبيرة، أعتقد أنه على الشركة الأمريكية اعادة النظر في استراتيجيتها التي تتضمن نقطة ضعف كبيرة إذا تداركتها أتوقع منافسة قوية منها خلال الفترة القادمة، ولن تنجح سياسة السرقة التي تنهجها فيس بوك في ايقافه.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز