بداية نهاية أدسنس اربتراج Adsense Arbitrage الداعم للإرهاب

أدسنس اربتراج Adsense Arbitrage يقف وراء الأخبار المزيفة … إرهاب

انتشرت خلال السنوات الأخيرة موضة إنشاء مدونات إلكترونية تنشر عليها أخبار ومقالات “فيروسية” ووضع اعلانات أدسنس بتلك الصفحات وعوض الاعتماد على محركات البحث ومنها جوجل الذي يحتاج إلى وقت طويل للنجاح فيه، يلجأ أصحاب هذه المواقع إلى جلب الزيارات من فيس بوك.

وما يميز هذا النموذج التجاري أنه مبني على الربح السريع لذا تنص قاعدته الذهبية على جلب الزيارات من إعلانات فيس بوك، ادفع واحصل على الزيارات وحولها إلى نقرات على أدسنس واحصل على أرباح في نهاية الشهر!

هذا ما يدعى ببساطة أدسنس اربتراج Adsense Arbitrage ويمكن الاعتماد فيه على برامج لنشر الإعلانات غير أدسنس، وهناك الكثير من البدائل الجيدة خصوصا عندما نتكلم عن المدونات التي تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية والعالمية.

لكن هناك سر نجاح مهم في هذه التجارة يحولها إلى عمل ارهابي غير قانوني، هذا السر المتداول بقوة بين العاملين في هذا المجال هو كتابة الأخبار المزيفة التي تثير الأنظار والبلبلة وتدفع الزوار بشكل تلقائي لمشاركة روابطها على صفحاتهم الشخصية وهو ما يساعد في التقليل من تكلفة جلب الزيارات ويجعل الفائدة من حملة إعلانية تقدر ببضعة دولارات هي الفائدة التي يحصل عليها المعلن الذي ينفق مئات الدولارات!

إذن الأمر واضح، أقوم بإنشاء مدونة إلكترونية تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية مثلا وتكون عن الأخبار السياسية، أكتب خبرا عن مقتل دونالد ترامب أو فضيحة ملفقة له بما أنه اسم مشهور وعليه بحث قوي والناس مهتمين بما يفعله، ثم أقوم بنشره على صفحة عامة للموقع على فيس بوك وابدأ حملة إعلانية فقط بـ 10 دولارات ومع تزايد النتائج أنفق المزيد من الأموال مع الحفاظ على هامش ربح ممتاز.

استهدف الأمريكيين فقط والمهتمين بالسياسة والأخبار في هذا المجال ويبدأ المنشور في حصد التفاعل القوي بما فيها الإعجابات والتعليقات والأهم من كل هذا اعادة المشاركة، وها هي الزيارات ترتفع ويصبح قيمتها رخيصا جدا.

أراقب أرباحي على أدسنس أو برنامج الإعلانات الخاص بالناشرين، وفي هذا الوقت أفكر في خبر آخر مزيف عن قضية مهمة وراهنة، أنا ذكي!

يمكن القيام بمثل هذه العملية في الكثير من المجالات وعلى الكثير من الدول غير الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن تكون المقالات التي أنشرها مثلا صحية وادعي فيها أن تناول الطماطم بكثرة يقي من السرطان، وبالطبع الناس سيعملون على مشاركة هذا المقال بقوة واحصل على زيارات رخيصة وأخرى مجانية تخدم العائدات من الإعلانات.

 

  • إنها صناعة الأكاذيب والتزييف وعادة ما تقف وراء الإرهاب

أتذكر انني شاهدت فيديو لأحد الفاعلين في مجال أدسنس اربتراج Adsense Arbitrage بالعالم العربي، الأمور في المقطع سارت بشكل جيد والمجال يبدو من الوهلة الأولى جيدا.

لكن ما أثار انتباهي عندما قال بالحرف الواحد أنه عند عمل حملة إعلانية على فيس بوك يمكنك أن تستخدم شعار CNN وتكتب مثلا خبر عاجل مع ابراز عنوان الخبر ويمكن القيام بنفس الأمر مع المقالات الصحية والعلمية.

أليس هذا تلفيقا وصناعة للأخبار المزيفة؟ الجواب يأتي بشكل مباشر من ذلك الشخص، عندما اعترف أن فيس بوك عادة ما يغلق حسابات الناشطين في هذا المجال، مبرزا بعض النصائح لحل مثل هذه المشكلات ومنها اخبار الدعم الفني لفيس بوك بأنك تعيل عائلتك وليس لديك مصدر رزق آخر!

العاملون في هذا المجال يقفون وراء فوضى الأخبار المزيفة على فيس بوك، وكان هذا واضحا عندما انتشرت العديد من الأخبار الملفقة في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 وأكدت وسائل الإعلام أن تلك الأخبار نشرتها مدونات غير معروفة يوجد أصحابها في أوروبا الشرقية وخارج الولايات لمتحدة الأمريكية!

هؤلاء لا يفكرون سوى في الربح السريع وتحقيق عائدات كبيرة، لكن ماذا عن القراء الذين يتم تظليلهم باستمرار؟ ماذا عن سمعة صناعة الأخبار؟ وماذا عن الثقة بين القراء والمواقع الإلكترونية والتي اهتزت خلال الأشهر الأخيرة وتهدد هذا القطاع بتراجع عام في الأرباح والزيارات!

الأخبار المزيفة لم تكن حاضرة بقوة في الإنتخابات الأمريكية فقط، بل كانت ولا تزال موجودة على الساحة السورية واللبنانية والجزائرية والليبية والمغربية والخليجية واليمنية والمصرية والسودانية …الخ، وهي تهدد تماسك المجتمعات وتبث الفرقة وتغذي نيران العداوة والطائفية وتستهدف سمعة الأشخاص والبلدان والشركات!

 

  • فيس بوك و جوجل يحاربان أدسنس اربتراج Adsense Arbitrage

خلال الساعات الماضية نشرنا مقالا بعنوان رسميا: صناع الأخبار المزيفة ممنوع عليهم استخدام إعلانات فيس بوك وهو بمثابة ضربة قوية من فيس بوك لمجال أدسنس اربتراج Adsense Arbitrage القائم على نشر الأخبار المزيفة والترويج لها وكذلك المعلومات المغلوطة.

وكانت جوجل قد قررت خلال الأسابيع الماضية البدء في قطع التمويل عن أصحاب المواقع الذين يروجون للأخبار المزيفة من خلال ايقاف حساباتهم على أدسنس فيما ستضيق الخناق عليهم أكثر في نتائج البحث.

والآن فيس بوك يقرر منع أصحاب الصفحات الذين ينشرون الأخبار المزيفة من الترويج لمنشوراتهم وروابطهم عبر منصتها الإعلانية.

الأيام والأسابيع القادمة سيعيش فيه أدسنس اربتراج Adsense Arbitrage القائم على الأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة أسوأ أيامه على الإطلاق وهذه هي بداية نهايته.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.