التجسس في ويندوز 10: حقائق لتتقبل الأمر!

windows 10
تقبل الأمر كما تقبلته عند استخدامك لفيس بوك و لهواتف أندرويد و أجهزة آبل

أطلقت مايكروسوفت نظام ويندوز 10 الأربعاء الماضي مجانا لمدة عام للمستخدمين، و تمكن الإصدار الجديد من حصد أكثر من 18 مليون مستخدم في غضون الأيام الأولى على أمل أن يستخدمه مليار شخص على مختلف الأجهزة المكتبية و المحمولة بنهاية 2016.

و فيما يواصل النظام الجديد نجاحاته بعدما سوقته الشركة الامريكية جيدا و سخرت كل امكانياتها الترويجية لإقناع الناس للانتقال إليه، يدور في الأفق مخاوف المستخدمين على خصوصيتهم خصوصا بعد قراءة اتفاقية ويندوز 10 و التي تصرح فيها مايكروسوفت بشكل صريح أن النظام يجمع معلومات معينة حول المستخدمين لاستخدامها من أجل تقديم أفضل تجربة استخدام ممكنة.

و خلال الساعات الماضية انتشر على الويب مقالات و تقارير تؤكد بالفعل هذه المخاوف، و هناك حالة من الذعر بين هؤلاء الذين يفكرون في الترقية إليه، و السؤال الأهم ما حقيقة هذا الكلام؟ هل هي حرب إعلامية ام واقع علينا أن نتفهمه؟

سريعا و بدون مقدمات، نعم النظام الجديد من مايكروسوفت يجمع البيانات حول المستخدمين لأغراض سنتحدث عنها بشكل صريح في هذا المقال.

 

  • ويندوز 10 يجمع المعلومات كما هو الأمر بالنسبة لجوجل و آبل و فيس بوك!

في البداية ما لا تعرفه هو أن جوجل و فيس بوك مع آبل يجمعون معلومات حول المستخدمين سواء من خلال استخدام هواتف أندرويد أو امتلاك هاتف آيفون أو لوحي آيباد أو حتى عند استخدامك المتواصل لفيس بوك و انستقرام مع واتساب.

هذه المعلومات تستخدمها الشركات لتحسين خدماتها و تقديم أفضل تجربة مستخدم، على سبيل المثال يجمع فيس بوك البيانات المختلفة عن المستخدمين لإظهار المحتويات التي تهمهم و الإعلانات المرتبطة باهتماماتهم، فيما تستخدم آبل البيانات التي تجمعها لتطوير المساعد الشخصي سيري و نفس الأمر بالنسبة لجوجل التي تستخدم البيانات لتطوير نتائج البحث و مساعدها الشخصي جوجل ناو و إظهار الإعلانات المتوافقة مع اهتماماتهم.

إنطلاقا من هذا الواقع و تعايش الناس معه، تريد مايكروسوفت هي الأخرى تفعيل نفس الأسلوب مع ويندوز 10 لتقديم تجربة مستخدم جيدة.

 

  • جمع المعلومات لتطوير ويندوز 10

تؤكد مايكروسوفت أن جمع المعلومات حول سلوكيات المستخدمين على حواسيبهم و الأجهزة التي تعمل بنظام ويندوز 10 هو للحصول على نظرة أفضل بخصوص كيفية تعاملهم مع النظام و بالتالي استخدام ذلك في تطويره أكثر و إطلاق تحديثات لتطوير الواجهة و تحسين الأداء.

كما أن هذا الأمر سيساعدهم في معرفة الأقسام و المزايا التي يستخدمها المستخدمين بشكل أكبر و بالتالي التخلص من تلك التي يتجاهلها معظم مستخدمي النظام.

 

  • تطوير بينج

محرك بحث جوجل لا يقدم نتائج الأداء الفعالة بفضل قدراته الكبيرة على أرشفة الصفحات الجديدة و جمع البيانات و تصنيفها بشكل أفضل فقط، بل لأنه أيضا استعان بتجربة الناس لهواتف أندرويد و أنظمتها المختلفة لجمع البيانات و تقديمها و تطوير نتائج البحث.

محرك بحث بينج من مايكروسوفت هو أيضا بحاجة إلى الكثير من التطوير، لذا ستعتمد الشركة الأمريكية في تحسين نتائج البحث على سلوكيات المستخدمين في البحث و زيارة المواقع و التعامل مع المعلومات المختلفة.

محركات البحث تتجه إلى تقديم نتائج ذكية أكثر لا تعتمد فقط على الكلمات المفتاحية بل أيضا على فهم أسئلة الباحثين و تقديم إجابات فورية لها.

 

  • تطوير كورتانا

المساعد الشخصي الذكي من مايكروسوفت يدعى كورتانا، و قد نجح خلال الأشهر الماضية في تطوير نفسه بنفسه من خلال البيانات الهائلة التي يحصل عليها من مستخدمي ويندوز فون.

الآن مع وصوله إلى ويندوز 10 هناك كمية هائلة من البيانات التي سيقوم بجمعها و تصنيفها و تقديمها على شكل اجابات للمستخدمين و قدرات في تنفيذ أوامر كثيرة أخرى.

هذا سيجعل جودة هذه الخدمة أفضل بكثير من منافساتها سيري و جوجل ناو.

 

  • تقديم إعلانات مستهدفة تثري عمليات التسوق الإلكتروني

بناء على سلوكيات المستخدمين و أبحاثهم على جوجل و ياهو مع بينج و محركات البحث الأخرى سيكون بإمكان متصفح Microsoft Edge مساعدة المواقع و البرامج الإعلانية المختلفة لإظهار إعلانات تهم المستخدمين.

مثلا و أنت تبحث عن Lenovo A7000 لشراءه بأقل سعر ممكن بين المتاجر المختلفة، ستعرض لك إعلانات متنوعة على مواقع تتصفحها لهذا الجهاز و هو ما سيتيح لك الوصول إلى أفضل متجر يقدم لك هذا الهاتف بسعر أقل و بعرض جيد.

نفس العملية  تقوم بها المتصفحات المختلفة سواء فايرفوكس أو سفاري أو كروم أو حتى أوبرا و الخيارات الأخرى!

 

  • مساعدة المطورين لبناء تطبيقات أفضل

البيانات التي يجمعها ويندوز 10 لصالح مايكروسوفت ستضم أيضا سلوكيات المستخدمين اتجاه التطبيقات، و ما هي تلك التي يفضلونها و ما هي المميزات التي تهمهم و كل هذا ستضعه على شكل نصائح للمطورين لبناء تطبيقات أفضل يستخدمها الناس لوقت أكثر و يدفعون مقابل شراءها أيضا.

هذا لن يساعدهم في بناء تطبيقات جيدة للحواسيب فقط بل للهواتف الذكية و أجهزة التلفاز الذكية، و بقية المنصات التي سيشتغل عليها النظام.

 

  • لا تشمل البيانات الدردشة و ملفاتك الشخصية

بشكل صريح أكدت مايكروسوفت أنها لا تستعين بالعديد من الأمور الشخصية لمستخدمي ويندوز 10، بما فيها رسائل البريد الإلكتروني و الدردشات على مختلف الخدمات و التطبيقات مع الصور الشخصية و الملفات الأخرى بما فيها المستندات و ملفات العمل و المستندات الشخصية الحساسة.

فهذه البيانات ليست بحاجة إليها لتقديم إعلانات مستهدفة و تطوير كورتانا و محرك بحثها بينج و العديد من الخدمات الأخرى.

 

  • ويندوز 10 مربح لمايكروسوفت بناء على طرق أخرى

النظام سيكون مجانيا لمدة عام بالنسبة للمستخدمين، لكن يظل السؤال الأهم هو كيف ستربح منه مايكروسوفت خصوصا و أن ويندوز تمكن من جني 15 مليار دولار لها في السنة المالية الفائتة أو ما يشكل 17 في المئة من ايراداتها.

حسنا، البيانات التي تجمعها الشركة الأمريكية ستمكنها من جلب المزيد من المعلنين إلى شبكتها الإعلانية و الاستعانة بقدرات و خبرات AOL لتسخير هذه المعلومات لإظهار الإعلانات المستهدفة كما هو الأمر بالنسبة لجوجل و فيس بوك.

مايكروسوفت ستساعد شركات الطرف الثالث و التي تدفع أموالا طائلة لها و لمنافساتها من أجل الحصول على دراسات لسلوكيات المستخدمين و معرفة المواضيع التي يهتم بها الناس في منطقة معينة على غرار بقية الدول و سيساعدها أيضا في توجيه الإعلانات التوعوية للمستخدمين المستهدفين.

 

نهاية المقال:

هذه هي الحقائق الثمانية التي قد لا تعرفها عن قيام مايكروسوفت بجمع المعلومات و البيانات حول المستخدمين في ويندوز 10 على الحواسيب المكتبية و المحمولة و الهواتف الذكية و بقية الأجهزة التي سيتوفر بها.

هناك مخاوف من أن تستخدم ضد المستخدمين أنفسهم، بالرغم من كون العملية مفيدة للغاية و ستطور من النظام و خدمات الشركة و لن يختلف عن ما تقوم به جوجل و آبل مع فيس بوك الذين يعتمدون سياسة جمع البيانات لتقديم أفضل تجربة استخدام ممكنة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز