استراتيجية يوتيوب 2018: حل أزمة إعلانات جوجل بمفتاح المحتوى الحصري

الرئيسة التنفيذية ليوتيوب

تريد جوجل على المدى البعيد أن تضمن بقاء المعلنين لديها في يوتيوب وهي لا تريد تكرار حملة إنسحاب المعلنين كما حصل لها مؤخرا وخسارتها 5 في المئة من المعلنين خلال أبريل كما اشرنا سابقا.

ومن المعلوم أن جزء كبير من مقاطع الفيديو الذي تنشره قنوات يوتيوب ويصنعه الهواة وأصحاب تلك القنوات، هو ما جلب لها المشاكل ونتحدث عن فيديوهات العنصرية والتحريض عليها والتهجم على الشخصيات والترويج للكراهية.

هذه الفيديوهات لا يريد المعلنين أن تظهر عليها اعلاناتهم، لأنها تتعارض عادة مع قيم هذه المؤسسات والعلامات التجارية، وظهورها في مقاطع مثل هذه يعني للمشاهدين أنها تشجع على إنشاء المحتوى المتطرف.

شركة جوجل لا تعمل فقط على منع ظهور الإعلانات على المقاطع المشبوهة والضغط على الناشرين هذه الأيام في منصتها الضخمة، بل إن إجراءاتها ذهبت نحو إنشاء المحتوى.

لهذا تود المزيد من مقاطع الفيديو الإحترافية والتي تم إنشاؤها بمهنية كبيرة، والتي لا تروج لأي رسائل سيئة اتجاه أي طائفة أو دين أو بلد أو شخصية.

 

  • استثمارات ضخمة لإنتاج مسلسلات وبرامج تلفزيونية حصرية لمنصة يوتيوب

حسب المعلن عنه مؤخرا فإن الشركة ستنتج حوالي 40 فيلما وبرنامجا تلفزيونيا حصريا لموقع يوتيوب بالتعاون مع مؤسسات متخصصة في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي.

هذه الإنتاجات المرئية سيتم عرضها العام القادم ونشرها على المنصة حصريا ولن تعرض في قنوات التلفزيون والمنصات الأخرى.

ما يعني أن من يرغب في مشاهدتها سيكون عليه أن يكون من مستخدمي الموقع سواء من الحواسيب والدخول كزائر أو مستخدم أو من خلال الموبايل.

بعض هذه الفيديوهات ستكون حصرية لمستخدمي الإشتراك المدفوع YouTube Red وأخرى ستكون مفتوحة أيضا للمستخدمين الذين يستخدمون الخدمة بدون مقابل وسيتم عرض الإعلانات عليها.

وأبدت العديد من العلامات التجارية المتحفظة على الإعلان في يوتيوب استعدادها لظهور إعلاناتها في مقاطع الفيديو التي ينتظر أن تنتج عن هذه الخطوة العام المقبل.

 

  • ضربة أيضا للعديد من الخدمات المنافسة منها نتفليكس و فيس بوك و سناب شات

في نفس الوقت الذي تريد فيه جوجل أن ترضي المعلنين بهذه الخطوة، فهي ستنافس بشكل أفضل خدمات تبث فيديوهات حصرية من انتاجها أو انتاج مؤسسات حصرية لها.

نتحدث عن نتفليكس الذي يستضيف عددا من الأفلام والاعمال المرئية التي لا تتوفر على الخدمات الأخرى، وقد رأينا أيضا فيس بوك يقدم على نفس الأمر من خلال تمويل عدد من المشاهير لبث الحفلات والأغاني الخاصة بهم على الصفحات العامة وايضا عقد البث الحي مع جماهيرهم من خلال بث فيس بوك.

كما رأينا ايضا اتفاقية سناب شات مع عدد من قنوات التلفزيون لبث برامجها التلفزيونية أولا على تطبيقها من خلال نشر مقاطع عدة لبعض المشاهد الحصرية أو الأجزاء المهمة قبل بثها على التلفزيون.

حتى تويتر أكد مؤخرا توجهه نحو التلفزيون واستعداده لبث برامجها على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، في خدمة لم يتم الكشف عنها بعد.

خدمات مثل أمازون و Hulu وخدمات البث التلفزيوني على الإنترنت والموبايل ستواجه منافسة أكبر الآن من يوتيوب.

 

  • يوتيوب لن يعتمد فقط على الهواة وأصحاب القنوات بعد الآن

قنوات يوتيوب تقدم فعلا محتويات لن تجدها إلا على هذه المنصة ويتم عرضها هناك أولا قبل سرقتها أو نقلها إلى فيس بوك والشبكات الإجتماعية.

وهناك الملايين من القنوات في مختلف المجالات تقدم محتويات رائعة وعالية الجودة، لكن هذا لا يكفي بالنسبة لجوجل التي تريد ابقاء المستخدمين على خدمتها.

مؤخرا أطلقت تطبيقا على الموبايل خاص بقنوات التلفزيون، والآن هي تتوسع لإنتاج برامج تلفزيون من تمويلها تتضمن العديد من الفنانين المشهورين.

 

نهاية المقال:

استراتيجية يوتيوب الجديدة لم تعد تعتمد على اصحاب قنوات الفيديو والمبدعين الهواة من منشئي المحتوى، بل إنها تمتد نحو استضافة برامج وأفلام ستكون حصرية للخدمة منها المعروضة مجانا مع الإعلانات للمستخدمين وأخرى حصرية للمشتركين في YouTube Red، هذا مع تعزيز حضور قنوات التلفزيون على هذه المنصة بقوة الفترة القادمة وارضاء المعلنين بظهور الإعلانات على محتويات افضل جودة من فيديوهات الهواة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز