آسف ولكن طلاق سامسونج و جوجل لا مفر منه وهو بوابة إلى المستقبل

google-pixel-vs-samsung-galaxy-s7
الطلاق سيتم والأيام بيننا يا سادة

بدون سامسونج و جوجل لم يكن لثورة أندرويد أن تندلع وتكتسح العالم ليسيطر هذا النظام بقيادة جالكسي على 80 في المئة من الحصة السوقية في معركة طاحنة، الطرف الآخر فيها هي آبل التي أنهت عصر نوكيا وأنظمة التشغيل البليدة والغبية.

ورغم ثورة الهواتف الصينية التي قلصت من حصة الشركة الكورية إلا أن فضل هذه الأخيرة على قطاع هواتف أندرويد لا يمكننا انكارها.

منذ عامين كتبت أسباب و مظاهر صراع سامسونج و جوجل : من سيفوز ؟ وتطرقت فيه إلى أن تعارض مصالح العملاقين أضحى واضحا وأن كلاهما يعمل على تقليل الإعتماد على الطرف الآخر إلى الحد الأدنى.

ويمكنني القول بعد مرور هذه الفترة أن الطلاق الرسمي والعلني لا مفر منه، فالسباق إلى الإنفصال أضحى واضحا ويمكنني انطلاقا من هذه النقطة أن أتعرف على بعض ملامح المستقبل.

هواتف جالكسي قد تتوقف وتنتهي هذه العلامة التجارية أو ربما قد تأتي في المستقبل المنظور محملة بنظام تايزن الذي تطوره أو نظام تشغيل آخر سيكون على الأغلب من تطويرها وستتفادى كليا الإعتماد على نظام تشغيل من شركة أخرى خشية تكرار ما يحدث الآن وهو أن جوجل تنظر إلى أن نظام تشغيلها هو السبب في نجاح هواتف جارتها الكورية وهو ما يسبب احراجا كبيرا لهذه الأخيرة التي ينظر العالم إليها على أنها في مجال السوفتوير فاشلة.

وبالنسبة لجوجل فإن صعود الشركات الصينية بقوة يخدم مصلحتها ويجعل حصة سامسونج تتراجع ضمن الشركات التي تبيع أكثر، لكن هذا ليس كافيا بالنسبة لها خصوصا وأن تمرد شركة أخرى هو أمر وارد ونعلم أن هواوي تعمل منذ فترة هي الأخرى على نظام تشغيل آخر مستقل، وعلى الأغلب فإن الشركات الصينية ستستخدم أنظمة تشغيل محلية يتم تطويرها هناك بعيدا عن الأمريكية المشكوك في أمانها بالنسبة للأمن القومي الصيني.

ويأتي مشروع “Made by Google” ليؤكد على أن فشل الشركة الأمريكية في مجال الهاردوير يمكن تجاوزه من خلال هذا المشروع الطموح والذي سيجعلها تنافس بعلامتها التجارية مباشرة ضد سامسونج و آبل من خلال تصميم وتطوير الهواتف الذكية وأجهزة أخرى تحمل شعارها يتم انتاجها من طرف شركات ستكون مهمتها فقط توفير الكميات المطلوبة ولا دخل لها في التسويق ولا وجود لها أيضا في واجهة المشروع.

يحدث هذا بينما لا تزال تعمل سامسونج على تطوير نظام تايزن وتسويقه من خلال إطلاق سلسلة من هواتف زد تستهدف بها بشكل رئيسي السوق الهندية لكن تأكد لنا أنه خلال الأسابيع الأخيرة وسعت الدول التي ستتوفر بها الهواتف لتشمل جنوب أفريقيا واندونيسيا ولديها خطة أكبر للتركيز على المزيد من الأسواق النامية والصاعدة في البداية.

بالنسبة لشركة سامسونج فهي ضعيفة في قطاع السوفتوير و نجاح تايزن سيغير هذه الفكرة إلى ايجابية فيما قررت أن تستثمر المليارات من الدولارات على توفير التطبيقات والتقنيات لنظام تشغيلها ولا يستبعد أن نرى أول ساعة ذكية من هواوي بهذا النظام ليزاحم أكثر أندرويد الذي يواجه منافسة قوية من تايزن في قطاع الساعات الذكية.

ليس هذا كل شيء، بالنسبة للعملاق الكوري فقد قرر الإستحواذ على المساعد الشخصي Viv والشركة المطورة له والتي سبق لها وابتكرت سيري وباعته لشركة آبل، والجيد في هذه الصفقة أن فريق العمل والشركة كلها تابعة لسامسونج ويمكن أن نرى منهم تطويرات مهمة في عالم الذكاء الإصطناعي سواء على نظام تايزن أو منتجات أخرى من الشركة.

 

  • طلاق سامسونج وجوجل بوابة إلى المستقبل

لا شيء يبقى على حاله فعلا، كما رأينا منذ سنوات سقوط نوكيا وتغير قواعد اللعبة في السوق وتطوير أنظمة تشغيل المحمول، ها هي الأمور تميل للتغيير مجددا وأمامنا ملامح جديدة من المنافسة تبدو واضحة وهي أن الشركات ستتوجه إلى تطوير أنظمة تشغيل خاصة وتزويد هواتفها الذكية بها، فيما جوجل التي تعكف على نظام فوشيا ولديها نظام آخر قيد التطوير قد تتخلص من أندرويد.

المؤكد هو أن جوجل ستصبح بالنسبة لشركة سامسونج مثل آبل تماما في المنافسة وحتى العداوة وقد يكون هذا قاسيا على عشاق الشركتين لكن للأسف المصلحة التي جمعتهما هي التي ستفرقهما وستنجح والأيام بيننا.

 

نهاية المقال:

علاقة جوجل و سامسونج أضحت على مسافة قصيرة من القطيعة وقرارات العملاقين هي اجراءات الطلاق المتوقع والذي سيؤسس لمستقبل مختلف، جالكسي فيه يعمل بنظام تايزن و جوجل تعتمد فيه أكثر على الهاردوير وليس فقط على السوفتوير والكسب من الإعلانات كما هو الحال بالوقت الراهن.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.