ضحكة تقنية: أكتب الرقم 1 لترى مفاجأة أو 3 لتختفي القطة

facebook
لم تظهر المفاجأة و لم تختفي القطة … أمر مضحك

لأن فيس بوك هو الأكثر شعبية في الوطن العربي فمن الطبيعي أن يتواجد عليه أصنافا مختلفة من الناس، كالعقلاء و الأذكياء و الفلاسفة و الصامتون و الصاخبون و حتى الأغبياء و المتحجرة عقولهم.

الشهرة على هذه المنصة ممكنة جدا، و أسهل الطرق هي أسوأها و في ظل سعي الجميع إليها هناك سلوكيات غير مقبولة منطقيا تستخدم فعلا لتكبير الصفحات و الرفع من التفاعل و تعزيز الزيارات إلى مواقع الويب الخاصة بهم.

إذا لم يكن الأمر بصناعة الشائعات و الأكاذيب السياسة التي تنتشر كالنار في الهشيم فهناك طرق أخرى متعددة لعل واحد منها أن يكتب المتابع رقما محددا كي يرى مفاجأة في التو و الحين أو أن تختفي القطة من فوق صدر فتاة و النتيجة كارثية جدا.

التفاعل مع هذه المنشورات صاروخي ما بين الملايين من الإعجابات و التعليقات و مئات الالاف من إعادة المشاركة، و هذا على صفحات إجتماعية و سياسية و حتى أخرى الخاصة بشخصيات مثقفة و ريادية في المجتمع!

و في الحقيقة كتابة الرقم المطلوب لا يؤدي إلى أية نتيجة تذكر، سوى مجرد تعليق اضافي على أخرى مكررة بنفس الرقم لينتشر المنشور نفسه على الصفحات الشخصية للأصدقاء المتورطين و تصادفه مرات و مرات عدة أيام.

12308322_439585572914435_3605331539096822464_n

صفحة رسمية لأحد الإعلاميين من دولة الأردن الشقيقة نشرت منشورا منذ أكثر من عام، يتضمن صورة رمادية منقطة و لكي ترى الحقيقية الصادمة عليك التعليق برقم 1 … يا لها من مفاجأة صادمة، المنشور لا يزال يحظى بتعليقات جديدة حتى اليوم.

أما إذا سألت أحد المعلقين على النتيجة فسيجيبك بأنه لم يحصل شيء، لقد انتظر فعلا نتيجة و خيب ظنه و قد يكرر التعليق ليجرب حظه البائس و النتيجة واحدة.

مؤخرا رأينا منشورا آخر بنفس الفلسفة لكن هذه المرة من أحد الأشخاص المجهولين “فتاة” و التي أقسمت أنها ليست دجالة و لا ساحرة و المطلوب أن تكتب الرقم 3 في تعليق لتختفي القطة من فوق صدر فتاة تظهر بالصورة.

المنشور حطم الرقم القياسي فقد حصد 1.5 مليون تعليق في ظرف 20 ساعة فقط و مئات الالاف من الإعجابات و انتشار على مدار واسع جدا و بلا شك لم تختفي القطة و يبدو أن المشاركين يشعرون بالسوء لرفضها الاختفاء بعد 3 ثواني من ارسال التعليق!

هذه الأرقام من التفاعل ليست بسيطة و لا تحصدها عادة المنشورات العلمية او التقنية المفيدة ما يعني أن فئة كبيرة من المجتمع تعاني من التفاهة.

من بين هؤلاء المشاركون في التفاعل مع تلك المنشورات العجيبة، أصدقاء لنا و أحبابنا و أناس على مستوى تعليمي أفضل لكن ما الذي يجعلهم يشاركون؟ الفضول مثلا؟ هذا ما أرجحه لكن رغم ذلك يبقى الأمر معيبا و يفتح الباب لتساؤلات أعمق.

بعض المراقبين يرون أن التفاعل مع هذه المنشورات دليل على تفشي الجهل في المجتمع و أيضا وجود نقص يدفعهم لذلك، خصوصا هؤلاء الذين يعملون على مشاركة تلك المنشورات و اعادة نشرها رغم عدم حصولهم على نتيجة.

و أما بالنسبة للناشرين ممن يتبعون هذه السلوكيات السيئة، فهم يستغلون جهل المتابعين و عفويتهم أيضا من أجل حصد المزيد من الإعجابات و التفاعل و الوصول المجاني لما ينشرونه و هم للأسف يستمتعون بالرقص على الجهل و يدعي عدد منهم محاربته.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.