أزمة إعلانات جوجل: خسارة 31 مليار دولار والمعلنين الكبار يواصلون الإنسحاب

أزمة إعلانات جوجل مستمرة

قصة أزمة إعلانات جوجل مستمرة للأسف، ويبدو المعلنين أكثر تشددا في موقفهم ضد جوجل، والأمر يتعلق بخوفهم على سمعتهم خصوصا إذا كانت تظهر إعلاناتهم على الأخبار المزيفة ومقاطع الفيديو التي تحض على الكراهية والإرهاب فهم كأنهم يمولونها ويشجعون صناع تلك المحتويات ومن يقفون وراءها.

جوجل هذه الأيام يا سادة تخسر المليارات من الدولارات ليس من خلال إيقاف الحملات الإعلانية الذي ينتظر أن يكون له تأثير سلبي على عائداتها، بل أيضا على وضعها في بورصة ناسداك الأمريكية.

وإذا استمر الحال على ما هو عليه نتوقع حدوث كارثة وصدمة كبيرة ليس بالنسبة لها فقط ولكن بالنسبة للناشرين على يوتيوب ومواقع الويب الذين يعتمدون على برنامجها الإعلاني في عرض الإعلانات والتربح منها، وأنا لا أبالغ لكن هذا هو الواقع وقليل من التفكير ستتوصل إلى هذه الحقيقة.

 

  • المزيد من المعلنين الكبار يوقفون حملاتهم الإعلانية

إضافة إلى المعلنين الذين ذكرناهم في مقال سابق بعنوان “صدمة: أبرز 250 علامة تجارية توقفت عن استخدام إعلانات جوجل” وأيضا تمدد الأزمة من بريطانيا نحو العالم حيث الحملات الإعلانية يتم ايقافها في العالم أجمع خصوصا مع الشركات التي أعلنت عن ذلك في مقال “أزمة إعلانات جوجل تصبح عالمية: خسارة المعلنين AT&T و Verizon“.

وخلال الساعات الماضية أكدت كوكا كولا أنها توقفت عن عرض إعلاناتها منذ يناير الماضي في يوتيوب والمواقع الإلكترونية التي تعرض الإعلانات بناء على البرنامج الإعلاني لشركة جوجل، وبالتالي فهي تبقي عليها في نتائج البحث فقط كما كل الشركات التي تطرقنا إليها والتي سنتطرق إليها أيضا.

ومن هذه الشركات أيضا نجد GM, Walmart, Pepsico, FX وأيضا كل من Dish pull و Comcast وكلهم عمالقة في مجالاتهم، وينفقون الملايين من الدولارات سنويا في الترويج لخدماتهم ومنتجاتهم على شبكة جوجل الإعلانية.

كل هذه الشركات ستبقي إعلاناتها في نتائج بحث جوجل، فيما ستختفي من يوتيوب والمواقع التي تعرض إعلانات أدسنس، ما يعني أنهم سيخفضون من الميزانيات المخصصة للإعلانات وستتراجع عائدات جوجل ومعها أيضا ستتراجع عائدات الناشرين وأصحاب قنوات يوتيوب إذا استمرت هذه الكارثة.

 

  • خسارة 31 مليار دولار منذ بداية الأزمة خلال الأيام الماضية

17 مارس وصلت قيمة سهم ألفابت المالكة لشركة جوجل إلى قمته أكثر من 872 دولار للسهم، كانت الأمور حينها جيدة بالنسبة للشركة وبعدها بدأت تخسر مع ورود تقارير إعلامية تؤكد أن إعلانات جوجل تظهر على مقاطع فيديو للترويج للإرهاب وخطاب الكراهية ثم جاءت ردة فعل المعلنين الكبار في المملكة المتحدة لتشعل الأزمة.

ومع دخول الشركات الأمريكية وايقافها الحملات الإعلانية في الأسواق العالمية وليس بريطانيا فقط، تعمقت جرح الشركة وتراجعت قيمة أسهمها إلى 835.14 دولار.

الحصيلة الإجمالية لخسائرها وصل إلى 31 مليار دولار يا سادة ويمكن أن تسترجعها الشركة إذا تجاوزت الأزمة سريعا واطمأن المستثمرين لوضعها، أما الآن فهي تبدو شركة في طريقها إلى انهيار أكبر مما يحصل الآن.

 

  • الأسبوع القادم ننتظر خطوات فعالة من جوجل

لن يمر الأسبوع الجديد الذي سيبدأ يوم الإثنين دون أخبار عن هذه القضية، وبالطبع لن تكتفي جوجل بالإعلان السابق عن توجهها لتغيير سياساتها الإعلانية وأيضا تصريحات مسؤوليها، بل أتوقع منها أفعالا وقرارات ملموسة من شأنها أن تطمئن المراقبين على الأقل.

جوجل إلى الآن مصرة على مبدأ أن الويب مفتوح لجميع أنواع وأنماط المحتويات والخطابات، لكن يبدو هذا الإصرار مستنزفا لقاعدتها الإعلانية الأكبر من منافسها فيس بوك، وعليها أن لا تترك هذه المشكلة تستمر فهي لن تخسر فحسب قيمتها السوقية والعائدات بل معركتها مع فيس بوك والمنافسين وسيكون هذا كارثيا خصوصا وأنه لا يوجد بديل حقيقي لها على مستوى مشاركة عائدات الإعلانات في مواقع الويب ويوتيوب وخدماتها المختلفة، بينما الفائدة التي يقدمها فيس بوك تتمثل في الزيارات وهو لا يشارك الأرباح مع المستخدمين والناشرين.

 

نهاية المقال:

هذه أسوأ أزمة في تاريخ شركة جوجل، وأتمنى أن لا تستهتر بالأزمة فعادة الشركات التي تتعامل ببرود مع مشاكلها وتستخف بالأزمات يقضى عليها وتصبح بين ليلة وضحاها شركات منتهية، لا تزال هناك فرص جيدة لتسوية المشكلة مع المعلنين وتحقيق العدالة لجميع الأطراف بمن فيهم الناشرين وأنتظر منها في الأسبوع الجديد الذي سيبدأ يوم الإثنين خطوات فعالة لإيقاف النزيف.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز