دروس من فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في ريادة الأعمال

donald-trump

سواء أكنت من المنتقدين له والكارهين لمبادئه وفلسفته أو أنك من المؤيدين له والمعجبين به، فستكون خسارة كبيرة بالنسبة لك أن لا تتوقف قليلا أمام الدروس التي يمكننا استخلاصها من المرشح الجمهوري في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة الملياردير دونالد ترامب والفائز بالرئاسة الأمريكية بعد أن كان الأقل حظا والمستبعد من الوصول إلى هذا المنصب.

دونالد ترامب المثير للجدل والذي يصفه الكثيرون بالعنصري والمتغطرس والمجنون أو حتى بالمهرج كسر كل القواعد أثناء مسيرته وطريقه إلى الرئاسة وجعل مخاوف الملايين من الناس من وصوله إلى رأس السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية واقعا لا مفر منه.

بعيدا عن أفكاره العنصرية وتشدده في قضايا معروفة للجميع إلا أنه لا يمكنك ان تنكر أنه شخص ناجح، وآخر نجاحاته هي الوصول إلى الحكم بعد كل العراقيل التي وضعها الإعلام والساسة الامريكيين أمامه وفوزه أمام هيلاري كلينتون التي احترفت السياسة وعملت في أكثر من منصب وتعرف جيدا ضغوط الإنتخابات وكيف تستغل اللعبة لصالحها.

كل شيء ممكن لكن بالإرادة الحديدية والثقة الكبيرة

الإنتخابات الامريكية كانت الاكثر جنونا والأكثر متابعة في التاريخ أيضا، بل شهدت جدلا عالميا بالتوازي مع حالة الجدل الدائمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

90 في المئة من الإعلام الأمريكي والعالمي لم يكن محايدا وكان يقف إلى جانب المرشحة الديمقراطية، كان هذا كافيا لتحطيم ارادة دونالد ترامب ومعنوياته، وهو اعترف بأن الإعلام يحاربه لكن الحرب عليه لن توقفه ونجح في ذلك.

تظهر الإرادة الحديدية في ثقته الكبيرة بنفسه، فاستطلاعات الرأي التي تنشر قليلا ما يتفوق فيها، وبالنسبة لاستطلاعات الرأي من CNN وكبار الإعلام الأمريكي كانت تقف ضده دائما.

الإرادة التي يتميز بها هذا الرجل جعلته يتفادى الإنهيار أو التراجع أمام قوة الإعلام وجبروته في توجيه الجمهور والتأثير عليه، ولم يكن هذا التحدي الوحيد بالنسبة له فهناك أيضا رجال الأعمال والمستثمرين في اسواق المال ممن اتفقوا على أن انهيار البورصة سيحصل بشكل مؤكد في حالة فوزه، كانت هذه الرسائل التي تداع والتحذيرات بمثابة مبالغة لكن الصادم أنها صادرة من أشخاص لهم وزن كبير في تحليل أسواق المال، والغاية منه أيضا توجيه المستثمرين الأمريكيين للتصويت لهيلاري كلينتون لتجنب خسارة كبيرة لهم، وقد تأكد العكس عندما رخبت وول ستريت بفوزه.

بالإرادة الحديدية والثقة الكبيرة استمر دونالد ترامب في تقديم نفسه على أنه الحل الأفضل لأسواق المال وأن هيلاري ستبقي الأمور على حالها إلى حين حصول انهيار مالي “لا مفر منه”.

الحرب عليه جاءت أيضا من قادة دول في أنحاء العالم يرون فيه صراحة بأنه سيزيد الأمور سوءا ودعوا الأمريكيين لتجنب التصويت عليه، بل وذهب العديد من الدول لدعم حملة المرشحة المنافسة بالمال بطرق غير مباشرة.

أضف إلى ما سبق أن هناك الكثير من زملائه في الحزب الجمهوري ممن دعوا إلى التصويت لهيلاري، وكان هناك حالة من الخلاف داخل الحزب في سابقة نوعية بالإنتخابات الأمريكية.

كل هذه التحديات الكبيرة من شأنها أن تهدم ببساطة أي شخص لا يتمتع بإرادة حديدية للوصول إلى هدفه، وهو أمر غير سهل بتاتا.

السخرية مؤلمة والإنتقام هو النجاح

عودة إلى 2011 حيث أقيم العشاء السنوي الذي يحضره رجال الأعمال والسياسيين وهذا برئاسة باراك اوباما وبالطبع حضر إليه دونالد ترامب كونه من أثرياء أمريكا وسادة القوم.

وخلال خطاب أوباما ركز كثيرا على السخرية من دونالد ترامب وهو ما جعل القاعة الممتلئة بالصحفيين ورجال الأعمال والسياسيين تنفجر مرات ومرات بالضحك، وبالطبع كان مزاج ترامب سيئا للغاية بعد أن كان في غاية السرور عندما جاء إلى الحفل وهو لا يدرك أن الرئيس الأمريكي سيهينه كثيرا في هذه الليلة.

موقف محرج بالطبع للملياردير الأمريكي الذي كان يتظاهر بالإبتسامة طيلة الوقت، ويقال الآن أن تلك الليلة العصيبة ساهمت بشكل كبير في أن يتخذ الرجل قرارا بخوض غمار الإنتخابات ويرد على السخرية بالأفعال وليس بالكلام.

الإنتقام فعلا مؤلم بالنسبة للرئيس الأمريكي الذي سيسلم السلطة لذلك الشخص الذي كان يسخر منه، والفوز في الإنتخابات كان الرد الأنسب فعلا.

وفيما تحطم السخرية الأفراد وربما تنهي تلك الشعلة الموجودة بداخلهم، فإن دونالد ترامب استطاع امتصاص التأثير السيء لذلك وحوله إلى نجاح كبير هو بمثابة انتقام.

في حياتك الشخصية والعملية، ستصادف الكثير من الناس الذين يسخرون منك سواء لسبب شخصي لسبب عملي، سيضحكون على طريقتك واختلافك وسيسخرون من خدماتك او شركتك أو ما تعمل عليه، لكن يجب ان تنظر إلى السخرية على أنها حافز اضافي كي لا تتوقف وتصل إلى ما تريد فعلا.

رضا الناس غاية لا تدرك والصراحة أمر في غاية الروعة

إذا كانت غايتك هي ارضاء الناس وكسب الجميع فلن تفلح في ذلك، لا توجد شخصية يجمع الناس عليها بأنها جيدة أو سيئة، هناك دائما جدل وخلاف حول هذه النقطة.

الإيمان بهذه النقطة هي التي تجعل الإنسان صريحا ولا يخشى على شعبيته من وجهات نظره، فيما تتبنى هيلاري الديبلوماسية وتحاول أن تعطي وعودا جيدة لجميع الأطراف إلا أن هذه السياسة لم تعد تقنع الشعوب في ظل فشل السياسيين في حل الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها العالم منذ سنوات.

بالنسبة لدونالد ترامب كان صريحا ومتحمسا لأفكاره ولا يفكر كثيرا فيما سيقوله، ويتصرف بعفوية وهو يقول ما يؤمن به وليس ما يرى أن الجمهور سيعجب به، وهو الذي تعرض لإنتقادات من جمهوره وأيضا من حزبه ورفاقه لكن واصل السير على النهج ذاته.

لا تتخلى عن مبادئك لترضي الناس ولا على أفكارك التي تؤمن بها لتكسب جمهورا أكبر، في البداية سيتجاهلونك ثم سيحاربونك ويسخرون منك وفي النهاية وبسبب اصرارك ستنتصر.

إقرأ أيضا:

فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون انتصار الإقتصاد على السياسة

كيفية إنقاذ الشركات من الإفلاس: دروس من جون تشين في بلاكبيري

4 دروس من جون ليجر الرئيس التنفيذي لشركة T-Mobile

ريادة الأعمال: المال و السياسة لا يجتمعان درس من الملياردير الصيني جاك ما

دروس من فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في ريادة الأعمال

5 دروس ثمينة من جيف بيزوس مؤسس أمازون

قصة نجاح شركة ICracked المتخصصة في اصلاح هواتف آيفون و جالكسي

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز